يبدو أنه بات من المحتم إجراء تغييرات عدة على خريطة المملكة، بعد العدوان الجائر الذي طال عددا - إن لم نقل جميع - سواحل المملكة، خصوصا سواحل المحافظة الشمالية التي باتت محط أنظار المستثمرين ومطمع كل ذي ثروة ونفوذ. .. فلو عدنا بذاكرتنا قليلا إلى الوراء، لأدركنا أن السواحل الشمالية تعتبر أحد أهم المتنفسات التي يلجأ إليها المواطن البحريني، بل والوافدون على حد سواء. وغدت السواحل تعج بالناس، هذا يفترش الأرض ويبيع المرطبات، وذاك يجر أطفاله متوجها إلى الساحل، وتلك أمعنت النظر في لا شيء، بل وأصبح الذهاب إلى الساحل أحد أولويات أجندة الأسر، فماذا يمتلك البحرينيون غير السواحل؟
وبعد سنين قليلة، بدأت الحفارات تلهو وتجوب السواحل، واضطر رواد البحر إلى تغيير مقصدهم بعد أن انتشرت لافتات "ممنوع الدخول" و"منطقة محظورة"... واستمرت العملية في هدوء تام، وكأن المعنيين بالبيئة وغيرها صمت آذانهم وصمدت أعينهم. ولكن، هل سيأتي يوم تختفي فيه سواحل المملكة من على الخريطة؟ وحينها أين سيتوجه البحريني لينفس عن روحه - إن ظلت به روح - وعن نفسه بعيدا عن حرارة الشمس
إقرأ أيضا لـ "عبدالله الملا"العدد 953 - الجمعة 15 أبريل 2005م الموافق 06 ربيع الاول 1426هـ