نحلم بأن ننظر الى عيون أطفالنا من دون خوف على مستقبل ينتظرهم بحثا عن الوظيفة والمسكن والضمان الاجتماعي. .. نحلم بأن نرى الفرص والأرزاق وفيرة وفرة القلق... نحلم بمزيد من إطلاق حرية الإنسان وتفتق إرادته عن كل ما هو عال... نحلم بمحاكم لا تعامل النساء المنكوبات بزيجات ملغومة كما تعامل الدواب، وألا تركن هكذا كما يركن الوقف من دون تسجيل أو تخطيط... نحلم بعودة أبنائنا من مدارسهم في شهر أغسطس/ آب من دون أن يتفجر الدم في وجناتهم بفعل مصاهر الحافلات، كأنهم أخرجوا للتو من دلاء "الاعترافات" في غرف لا شك عرفها كثيرون... نحلم بكهرباء لا تمارس عذابها الإضافي علينا وكأننا عاطلون عن العذاب... نحلم بسواحل مفتوحة على الشمس، كتلك التي كانت قائمة قبل أن تداهمنا المدن الطارئة، والمخططات التي اقتحمت علينا خصوصياتنا... نحلم ببصيرة تميز بين سارق اضطره صراخ أطفاله وشحوبهم لمد يده، وبين آخر بات كالمتردية والنطيحة لفرط ما أتخم من الحرام... نحلم بحدائق ننسى فيها أطفالنا لكثرة انشغالهم وانشغالنا بمساحات باتت صدمة للعين لفرط ندرتها في بلاد كانت "جنة عدن"، وهي في طريقها لأن تصبح "جنة" الأبراج... نحلم بمكتبات عامة تغري بمصادرة ما نستعيره منها... نحلم بترك بيوتنا من دون وساوس الدخول اليها وقد جردها اللصوص حتى من شفرات الحلاقة... نحلم بألا نحلم في زمن أصبح فيه الحلم توأما للكابوس