أسفر المؤتمر الأول لرجال الأعمال الصينيين والعرب الذي استضافته العاصمة بكين على مدار اليومين الماضيين عن توقيع تسعة اتفاقات بين الجانبين، واحدة بين المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية واتحاد رجال الأعمال العرب، وأخرى بشأن قيود حصص المبيعات بين الدول الخليجية والصين، بالإضافة إلى سبعة اتفاقات أخرى تتجاوز قيمتها الاستثمارية 470 مليون دولار أميركي.
وأكد البيان الختامي الصادر أمس عن المؤتمر دخول الجانبين مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري الفاعل والمثمر والقائم على أسس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل والهادف إلى تحقيق المنفعة المشتركة، مشيرا إلى أن الجانبين اتفقا على تقوية الاتصالات وتوثيق التعاون بين الحكومات والمؤسسات ورجال الأعمال من خلال تشجيع المشاركة المتبادلة في المعارض والندوات وجميع الفعاليات ذات الصلة وتأسيس قنوات جديدة في هذا الصدد تؤهلهما للانتقال من مرحلة التعاون الى مرحلة الشراكة الشاملة والمتكافئة.
ووصف البيان الختامي ذلك المؤتمر بأنه منصة رئيسية مهمة توفر الأساس المتين للانطلاق بمسيرة تعاون الجانبين الى مستقبل أفضل أكثر ازدهارا وإشراقا منوها باتفاق الطرفين على عقد المؤتمر الثاني بإحدى الدول العربية في موعد يتم تحديده مستقبلا وبتشكيل لجنة مشتركة من الجانبين لمتابعة كل القضايا التي طرحت للنقاش خلال المؤتمر الأول واقتراح التوصيات وصوغ السياسات الملائمة.
وقد وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى كلمة الى المشاركين في المؤتمر دعا فيها الجانبين الى بذل أقصى الجهود الممكنة لتطوير ودفع مسيرة التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الجانبين، لافتا الى المصالح الاقتصادية المتبادلة بينهما إذ الصين إحدى أكبر الأسواق العالمية استيرادا وتصديرا وإذ المنطقة العربية المورد الرئيسي لامداد العالم بالنفط الخام والغاز الطبيعي وسط دلائل مؤكدة أنها ستبقى كذلك حتى منتصف القرن الجاري، فضلا عن الانتهاء من إقامة منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى في مطلع العام الجاري الأمر الذي يمثل دافعا وحافزا للجانب الصيني لتعزيز تعاونه مع الدول العربية في الكثير من المجالات.
وأشار موسى في كلمته الى أن مؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين يعد باكورة ثمار منتدى التعاون الصيني العربي منذ الاعلان عن إنشائه في القاهرة خلال زيارة الرئيس الصيني هو جين تاو لمصر في شهر يناير/ كانون الثاني من العام الماضي ومنذ توقيع الوثائق التأسيسية الخاصة بانشائه خلال زيارة وزير الخارجية الصيني لي تشاو شينغ لمصر في سبتمبر/ أيلول العام الماضي، كما أن ذلك المؤتمر يعتبر خطوة ضرورية لتفعيل المنتدى وتنشيط التعاون بين الطرفين في مجالات التجارة والاستثمار والاقتصاد والزراعه والطاقة وحماية البيئة والمقاولات والأعمال والعلوم والتكنولوجيا بما يسهم في تحقيق التقدم والرخاء والرفاه والازدهار لأكثر من 1,6 مليار نسمة على الجانبين. وقد حظى المؤتمر الأول لرجال الأعمال الصينيين والعرب بدعم حكومي وتأييد على المستويين الشعبي والرسمي إذ عقد تحت رعاية وإشراف جهات من الجانبين هي: المجلس الصيني لتنمية التجارة الدولية وخمس وزارات صينية "الخارجية والتجارة والمالية والعلوم والتكنولوجيا وصناعة المعلومات" الى جانب لجنة الدولة للتنمية والاصلاح ومصلحة الدولة للسياحة والجمعية الصينية للصداقة مع البلدان الأجنبية وغرفة التجارة الصينية العربية المشتركة والأمانه العامة لجامعة الدول العربية ومجلس السفراء العرب في الصين والاتحاد العام لغرف التجارة والزراعة والصناعة للدول العربية.
وشارك في المؤتمر شخصيات رفيعة المستوى من الجانبين في مقدمتها رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني جيا تشينغ لين ووزير الخارجية لي تشاو شينغ ووزير التجارة بو شي لاي ووزير الصناعة والتجارة اليمني خالد راجح شيخ - الذي تترأس بلاده الدورة الحالية الخامسة والسبعين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي - ومدير عام المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين - إحدى المنظمات المتخصصة التابعة للجامعة العربية - طلعت بن ظافر ممثلا عن الأمين العام للجامعة العربية ووزير الاقتصاد الفلسطيني مازن سنقراط ووزير المالية السوداني أحمد مجذوب وأكثر من ألف مسئول وخبير اقتصادي وأكاديمي ورجل أعمال ومندوبين وممثلين عن قرابة خمسمئة شركة من الجانبين.
وعقد المؤتمر على مدار يومين في إطار تنفيذ برنامج التعاون للأعوام 2004 - 2006 الذي أقره منتدى التعاون الصيني العربي، ودار موضوعه الرئيسي حول "تعزيز التفاهم وتوسيع التعاون" إذ أجرى الطرفان الصيني والعربي استعراضا مستفيضا وتبادلا الرؤى ووجهات النظر بشأن المسيرة الراهنة للعلاقات الاقتصادية والتجارية الصينية العربية وآفاقها االمستقبلية وسبل دفع الاستثمار المتبادل بين الجانبين واستكشاف المزيد من فرص التعاون في مجالات جديدة، كما عقدت في إطار المؤتمر ندوتان الأولى عن التجارة بين الدول العربية والصين والأخرى عن الاستثمارات في كلا الجانبين.
ويرى المراقبون ان المؤتمر كان بمثابة عملية استكشاف واسعة وعميقة من جانب كل طرف للطرف الآخر استهدفت تحويل عبارات ومواد منتدى التعاون الصيني العربي الى أرقام وصفقات واستثمارات وتعاون، كما كان بمثابة أكبر تجمع تجاري اقتصادي عربي صيني في مسيرة علاقات الجانبين الممتدة لأكثر من خمسة عقود.
يذكر أن حجم التبادل التجاري بين الطرفين الصيني والعربي زاد بمعدل سبعمئة في المئة خلال الأعوام العشرة الماضية إذ قفز الى نحو 37 مليار دولار أميركي في نهاية العام الماضي بينما كان لا يتجاوز خمسة مليارات دولار فقط حتى العام 1995 وسط دلائل على تخطيه سقف الخمسين مليار دولار بنهاية العام الجاري.
بكين - رويترز
قال وزير التجارة الصيني بو شيالي إن تجارة الصين مع الدول العربية ستتضاعف الى ثلاثة امثالها في خمس سنوات مع نمو سابع أكبر اقتصاد في العالم وتنامي شهيته للنفط الخام والمنتجات البتروكيماوية.
ونقلت صحيفة "تشاينا ديلي" أمس الخميس عن بو قوله أمام مؤتمر لقطاع الاعمال "التجارة بين الصين والدول العربية بلغت 36,7 مليار دولار العام الماضي ونتوقع أن يصل الحجم الى 100 مليار دولار خلال خمس سنوات". وأضاف بو أن الطلب الصيني على النفط الخام والبتروكيماويات من المنطقة سيستمر في حين أن الصادرات الصينية من منتجات مثل المنسوجات والماكينات "تحقق شعبية كبيرة بفضل النوعية الجيدة والاسعار المعقولة". كما أبلغ بو المؤتمر الصيني العربي يوم الاربعاء أن الصين تشجع الاستثمار الصيني في المنطقة وترحب بالمستثمرين العرب.
وفي العام الماضي بلغت الاستثمارات الصينية في الدول العربية خمسة مليارات دولار في حين استثمر العرب في الصين 700 مليون دولار حسبما تظهر بيانات وزارة التجارة
العدد 952 - الخميس 14 أبريل 2005م الموافق 05 ربيع الاول 1426هـ