العدد 951 - الأربعاء 13 أبريل 2005م الموافق 04 ربيع الاول 1426هـ

بوتفليقة يستعيد هجوميته

روافد

سمير صبح comments [at] alwasatnews.com

.

لم يترك الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة مرور العام الأول على ولايته الثانية من دون أن يسجل عدة نقاط بارزة لفتت نظر المراقبين في العاصمة الفرنسية التي زارها منذ أيام لحضور ندوة بشأن "حوار الحضارات" التي تحدث فيها الرئيس الإيراني محمد خاتمي، في مقر الأونيسكو من جهة، ومن جهة أخرى للقاء الرئيس الفرنسي جاك شيراك، وخصوصا بعد استضافة الجزائر للقمة العربية. وبالتالي لبحث ما هو أهم أي متابعة مسار معاهدة الصداقة الفرنسية الجزائرية. وأكد بوتفليقة أنه يجب أن تكون جاهزة للتوقيع قبل نهاية العام الجاري.

وتفيد المعلومات المتقاطعة المصادر في الجزائر بأن بوتفليقة زار باريس هذه المرة وهو "مرسمل" "شبه لرأس مال" بالإنجازات ذات المغزى الذي حققها على الصعيد الداخلي في هذا السياق، يشار إلى أن ساكن قصر المرادية تمكن بعد مماحكات دامت نحو سنوات ثلاث من دفع كل من البرلمان والاتحاد العام للعمال الجزائزيين، ان يمررا مشروع القانون المتعلق بفتح قطاع الطاقة أمام الاستثمار الأجنبي. الأمر الذي كان شبه مستحيل منذ أشهر. كما نجح بإزالة فرض تأشيرة الدخول للجزائر على الجيران المغاربة. ذلك، على رغم ممانعة تيار يتألف من قوى مؤثرة داخل تركيبة النظام، متحالفة مع مجموعات مالية تكمن مصالحها بالإبقاء على القطيعة بين البلدين في طليعتها فتح الحدود. في هذا الشأن، ذكر بوتفليقة خلال لقائه بالصحافة الفرنسية أن هذه المسألة تتطلب عدة أشهر مع التلميح بأنه من الأفضل أكثر في هذه المسألة "تجنبا للمشكلات التي قد تنجم عن إعادة فتحها" من دون إعطاء أية تفسيرات إضافية ما يعطي بحسب المقربين منه أنه يريد إتباع سياسة القضم والهظم.

ومن المبادرات الأخرى التي فاجأ بها الرئيس الجزائري مؤيديه وخصومه في آن فتح ملفات العدالة على مصراعيها، وإحالة العشرات من القضاة إلى التحقيق. ما اعتبرته الأوساط الغربية المتابعة للشأن الجزائري من سياسية واقتصادية، بأنها تعد سابقة أكثر من إيجابية. ولم يكتف بوتفليقة بذلك، بل هدد أصحاب النفوذ والأثريا وبارونات "الترابندو" "السوق السوداء" بأنه لن يتوانى عن قطع الرؤوس في حال تدخل هؤلاء بالشأن القضائي.

من ناحية أخرى، استعاد بوتفليقة سيطرته الكاملة على حزب جبهة التحرير الوطني الجزائرية إثر عقد مؤتمره الأخير إذ انتخب رئيسا فخريا. في هذا الإطار، أكد أحد المقربين منه ومهندس علاقاته العربية السفير في مصر حاليا، عبدالقادر حجار، أن الرئيس الفعلي للحزب التاريخي هو رئيس الجمهورية. وفي الاتجاه نفسه حقق بوتفليقة تقدما ملحوظا على صعيد حلحلة مشكلة منطقة القبائل. كما أكد مصالحة البلاد مع تاريخها عندما ألغى يوم العطلة الرسمية بمناسبة الانقلاب على الرئيس السابق أحمد بن بلة. ولقد ذهب الأول أبعد من ذلك عندما فتح أبواب قصر الرئاسة لهذا الأخير والتشاور الدوري معه، وصولا لتكليفه بمهمات داخلية، من بينها الوساطة مع بعض المجموعات الإسلامية تمهيدا لضمها لمشروع "الوئام الوطني" الذي يضطلع به. وخارجية عبر إزالة الغيوم التي كانت تسمم العلاقات مع ليبيا. ومن أبرز نتائجها حضور العقيد القذافي القمة وتمديد زيارته لنحو أسبوع، أهداه خلالها الرئيس الجزائري الدكتوراه الفخرية من جامعة الجزائر.

وتتوقع الأوساط المراقبة أن يستمر بوتفليقة بهجوميته هذه وخصوصا بعد زيارته المرتقبة في 15 الشهر الجاري للمغرب بدعوة من الملك محمد السادس الذي شدد عليها. ففي حال حصلت هذه الزيارة ترى الأوساط نفسها أنه سيفاجئ الجميع بفتح الحدود مع الرباط، والإعلان بحضور الزعيم الليبي عن تحديد موعد انعقاد قمة اتحاد دول المغرب العربي المقررة في طرابلس الغرب

العدد 951 - الأربعاء 13 أبريل 2005م الموافق 04 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً