أصبح الجمهور لا يثق بأحلام اليقظة التي يوزعها النواب مجانا بين الحين والآخر تحت مسمى "اقتراح برغبة" فمنذ ولادة المجلس والنواب يلدون في كل يوم عشرات الرغبات التي تذهب مسرعة إلى أروقة الحكومة ولا تعود منها، وإن كان نصيب إحدى تلك الرغبات أن تعود فلن تعدو رغبة تتعلق بالنقاب أو بإجازة يوم عرفة في أحسن الظروف وما إلى ذلك من الرغبات التي لا تعكس عن طموح الناس بالمجلس الذي توقعوا منه أن يبيض لهم "ذهبا".

المقترحات المتعلقة بالإسكان، وبرفع مستوى المعيشة، وبالبطالة، وبمحاربة الفقر، والتمييز، وما إلى ذلك من المقترحات لا يمكن أن ننكر وجودها هي موجودة وبكثرة بل تعب النواب من اقتراحها، إلا أن الحكومة لم تتعب من الاحتفاظ بها في أدراجها الثقيلة بأحلام الناس المسجونة هناك.

الملك تدخل قبل يومين من أجل عتق رغبة أحد هذه المقترحات التي أكل عليها الغبار وشرب، وكان هذا المقترح هو "قانون الضمان الاجتماعي" الذي يبدو أنه سيرى النور قريبا، ولكن هل كل الرغبات التي اقترحها النواب لن يفرج عنها لتخرج من أدراج الحكومة إلى إذا تدخل الملك؟ وإذا كان جواب الحكومة "لا" فلتعلن عفوا شاملا عن تلك الرغبات حتى يعيش الناس أيامهم التي لم يعيشوها بعد