مازال لبنان في وسط النفق الذي دخله مجبرا منذ صدور القرار 1559 واغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. فبعد اغتياله واستقالة الحكومة لم يتمكن رئيس الوزراء المكلف عمر كرامي حتى الساعة من تشكيل حكومة بسبب خلافات على حصص التمثيل والحقائب الوزارية.
وبعد الدور السلبي الذي لعبته فرنسا في إصدار هذا القرار من مجلس الأمن إلى جانب دولة الهيمنة، الولايات المتحدة الأميركية، دعا الأمين العام لحزب الله السيدحسن نصر الله فرنسا في رسالة وجهها لها ونشرتها صحيفة "السفير" اللبنانية أمس بالتزامن مع صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إلى المساعدة في دفع الحوار الداخلي في لبنان الذي يشهد أزمة سياسية، والتخلص من "الهيمنة الأميركية" الهادفة إلى نزع أسلحة المقاومة. وأشار إلى دور فرنسا في إبرام تفاهم ابريل/نيسان 1996 الذي نص على تجنب استهداف المدنيين من الجانبين اللبناني والإسرائيلي والذي فتح الباب واسعا أمام حركة المقاومة في الميدان ومنحها في الوقت نفسه اعترافا دوليا واسع النطاق.
هذه الرسالة العقلانية من قبل السيدنصر الله إلى فرنسا هي للتوعية وإلقاء الحجة ومحاولة لتغيير الدور الفرنسي السلبي في لبنان، ولمنح فرنسا صدقية هي ستحتاجها عما قريب إذا استمرت في الموافقة على السياسات الأميركية وتنفيذها وبالتالي ستفقد مكانتها كدولة وسطية ولها مواقف إيجابية مع العالم العربي والإسلامي مع هذه المواقف بالطبع وفقا للمصلحة الفرنسية، ولكن محاولة استعادة نفوذها في المنطقة على حساب لبنان وسورية أفقدها جزء من الصدقية التي كانت تتمتع بها وجعلها تابعة أخرى لأميركا. فالسيدنصر الله يحاول تغيير وضع الميزان ويعطي فرنسا فرصة، فهل تستغلها بصورة صحيحة؟
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 951 - الأربعاء 13 أبريل 2005م الموافق 04 ربيع الاول 1426هـ