العدد 951 - الأربعاء 13 أبريل 2005م الموافق 04 ربيع الاول 1426هـ

صالح: الترجمة ربما كانت ستحد من سوء الفهم

قال الروائي السوداني الطيب صالح "ان نقص ترجمة الأدب العربي عزز من الأحكام المسبقة المتحيزة ضد العرب في الغرب وان نشر الادب العربي بصورة أكبر في الخارج من شأنه أن يقلل من الجهل التام بالمنطقة".

ولا يحظى الأدب العربي بكثير من الاعتراف العالمي لكن صالح يدافع عنه ضد الانتقادات التي تعتبره محدودا وخاضعا لهيمنة الدين. وهو يقول ان الرواية العربية لديها الكثير لتقدمه مثل أدب اميركا اللاتينية الذي قدم مجموعة من الكتاب الذين أشاد بهم العالم في العقود الاخيرة.

لقد ترجم أبرز الناشرين في الغرب وطبعوا رواية صالح الشهيرة جدا "موسم الهجرة الى الشمال" التي كتبها العام .1966 الا أنه يقول ان ناشري الادب باللغة الانجليزية غير مستعدين لمنح الكتاب العرب فرصة حقيقية.

قال صالح 76 عاما المتزوج من اسكتلندية والذي عاش معظم سنوات حياته في انجلترا "لو وجدت ناشرا مقتنعا بالادب العربي وقرر أن يخوض المغامرة وليس مجرد طبع آلاف قليلة من النسخ فستجد له قراء". وأضاف "وصلت الرواية العربية الى مستوى رفيع جدا يمكن مقارنته بأي مستوى آخر في أي مكان بالعالم. وكونه ليس معترفا به في الخارج هي أما مسألة تتعلق بالمعايير أو نقص في الحماس للأدب الاجنبي". وأصبح الروائي المصري الشهير نجيب محفوظ أول روائي عربي والوحيد الذي فاز بجائزة نوبل في الأدب في العام .1988

وتحكي "موسم الهجرة الى الشمال" التي نشرت مترجمة في السبعينات واعتبرت من كلاسيكيات الادب العربي قصة مصطفى سعيد السوداني الذي يعيش في لندن ويستغل ملامحه الغريبة لاغواء النساء.

ويقتل مصطفى احداهن فيما فسره القراء على أنه انتقام من الاستعمار البريطاني للسودان.

قال صالح "كتبت هذه الرواية في الستينات إذ كانت مسألة الاستعمار مازالت حاضرة في أذهان الناس". وتابع "للأسف سوء التفاهم نفسه مازال قائما لكن بأشكال مختلفة، مركز الثقل تحول من اوروبا الى الولايات المتحدة". وقال صالح الذي غادر السودان في 1953 للعمل في القسم العربي بهيئة الاذاعة البريطانية ان نقص الادب العربي المترجم عبر عقود لم يساعد في مزيد من الفهم للعالم العربي والاسلامي في أوساط الغرب. وتابع "أصبح العرب والمسلمون هم الآخر - أي - هذا الكم غير المعلوم. يتبنى الناس مثل هذه الافتراضات والاخطاء المريعة بشأن العرب من باب الجهل الشديد. لا أريد أن أقول الحقد. لكنه التجاهل". وأضاف "عندما تكون هناك أزمة سياسية يقفز الناس الى الاستنتاجات الخاطئة لانه ليس ثمة مرجعيات". وكان صالح الذي مازال يعيش في لندن يزور القاهرة للحصول على جائزة الرواية العربية التي تقدمها الحكومة المصرية.

وقال "من موريتانيا الى عمان ستجد هناك الكثير من المهرجانات الثقافية. لا اعتقد أن ثمة فراغا أو عقما في حقل الثقافة بالعالم العربي". وقال تقرير من الامم المتحدة بشأن التنمية البشرية في العام 2002 ان ثمة "نقصا حادا" في التأليف بالعالم العربي. وقال التقرير ان جزءا كبيرا من السوق العربية تتشكل من كتب دينية وتعليمية ذات مضمون ابداعي محدود.

وانتقد التقرير أيضا نقص ترجمة الكتب الاجنبية الى اللغة العربية.

ويظهر عدد الكتب المنشورة في المنطقة أن العرب الذين يزيد عددهم عن 280 مليونا يقرأون القليل للغاية. والكتاب الذي يباع منه ما بين خمسة آلاف الى عشرة الاف نسخة يعتبر انه حقق مبيعات قياسية في منطقة تتفشى فيها الأمية.

الا أن صالح يقول ان العرب يقرأون بنهم أكثر مما يقول المنتقدون. وتابع "الناشرون لا يريدون أن يعترفوا بحجم المبيعات الحقيقي. انهم لا يريدون أن يمنحوا المؤلفين حقوقهم". وغالبا ما يضطر القراء إلى التحايل على قرارات رسمية من السلطات الدينية والحكومية بحظر نشر بعض الكتب من أجل الحصول على بعض الروايات.

قال صالح "الناس تحصل عليها في النهاية. موسم الهجرة الى الشمال مازالت محظورة في بعض الدول العربية". وتابع "الرواية ليست ضد الدين بصورة مباشرة لكن بعض الشخصيات ربما تقول اشياء هي محل اعتراض السلطات الدينية. انهم يعتقدون انه اذا ما كان هناك أي كلام سلبي "على لسان بعض الشخصيات في الرواية" فلابد أنها وجهة نظر الكاتب". وأضاف "الامور تتجه نحو مزيد من التحرر. تدريجيا أصبحت الاصوات الدينية غير فعالة في هذه الامور"





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً