شاءت الأقدار أو ربما ضربة الحظ هي من ركبت تلك المجريات على الساحة الدولية، فحين أعلن الفاتيكان نبأ وفاة البابا يوحنا بولس الثاني سارعت الدول والحكومات إلى نعيه. البعض وصفة برجل السلام بل وحتى حركة "طالبان" تأسفت على رحيل الحبر الأعظم.
وفي مراسم تشييع الجنازة التي تمت بعد تسعة أيام من مراسم حداده وخصوصا في يوم الجمعة الماضي حدثت بعض من المناوشات التي شكلت وقائع مفاجئة غير مسبوقة، ففي الحادثة الأولى أعلن الرئيس الإسرائيلي موتشية كاتساف انه خلال مراسم الجنازة تصافح مع الرئيس السوري بشار الأسد فيما تحدث مع الرئيس الإيراني محمد خاتمي بالفارسية وسلم عليه بتحية الإسلام "السلام عليكم" وسأله عن أحوال مدينة يزد وهي المدينة نفسها التي ولد فيها كاتساف بحكم أصوله الإيرانية. وجوبهت تلك المصافحة بانتقاد لاذع من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون على موقف كاتساف باعتباره يصافح كل من يدعو عليه كل صباح بإبادة بلاده على رغم من النفي الشديد الذي ورد على لسان خاتمي بشأن تلك المصافحة المزعومة. دمشق اعتبرت السلام محض حادث عرضي ليست له أية بوادر سياسية ومغزى دبلوماسي فيما إيران نفت.
كما وقعت حادثة أخرى خلال مراسم الجنازة إذ تصافح كل من رئيس بولندا السابق ليخ فاونسا والحائز على جائزة نوبل للسلام مع الرئيس البولندي الحالي الكساندر كفاسنيفسكي على رغم الخلافات التي نشبت بينهما إثر فوز الأخير في انتخابات الرئاسة في بولندا العام .1995 واعترف فاونسا الذي خسر بفارق ضئيل جدا في الانتخابات بأن كفاسنفيسكي هو الذي بادر باتخاذ الخطوة الأولى باتجاه المصالحة
العدد 950 - الثلثاء 12 أبريل 2005م الموافق 03 ربيع الاول 1426هـ