لعل نظرة الانسان الى الاشياء والظواهر الطبيعية والمنجزات البشرية تتطور بتطور مراحل حياته، وقد تؤثر البيئة في تكوينه فضلا عن اسرته وثقافته. ما يجمع الناس في هذا الكوكب الصغير هو نظرتهم الى النجوم في الليل والشمس في النهار تلك النظرة التي بهرتهم جميعا منذ بدء الخليقة عندما استخدموا عيونهم في المشاهدة المجردة ولم يكونوا يمتلكون سواها. وحينما التمس الانسان الطريق الى الغوص في تلك العوالم رأى الفلكيون قبلنا ورأينا فيما بعد ابداعات البديع في صنعه المتقن، فنقل الينا "تلسكوب" هابل عوالم الكون البعيدة وكأنها لوحة تجريد في عين تلسكوب المختبر حين يتفحص جزءا من زهرة أو لحاء من شجر. بدأت قبل 30 عاما محاولا الاقتراب من الطبيعة وكانت معارضي الأولى في الثمانينات تدور حولها وفي هذا المعرض وجدت نفسي وأنا استذكر استاذنا الكبير المرحوم شاكر حسن آل سعيد، على اعتاب رحلة طويلة في عوالم التجريد التي ادخلها وأنا حامل معي هويتي التراثية وتجربتي الشخصية مدركا بأن قيم الحضارات الانسانية تأخذ وتعطي من بعضها البعض. فحمدا لله الذي انعم على الانسان الاحساس بالوجود ونفخ في جسمه الطيني روحا أزلية تأخذ اشكالا متغيرة ولا تفنى. "بل هم في لبس من خلق جديد" "ق: 15"