توجه رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون أمس إلى الولايات المتحدة وسيعقد اليوم اجتماعا مثيرا للجدل مع الرئيس الأميركي جورج بوش، إذ بات من غير الواضح ما إذا سيكون محور اللقاء هو الدعم الأميركي للانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة أم الخلاف بشأن التوسع في المستوطنات في الضفة الغربية.
وتجيء هذه الزيارة في خضم توتر غير مسبوق في الأراضي المحتلة منذ قمة شرم الشيخ، إذ تتحرش مجموعة من قطعان المتطرفين اليهود بالمسجد الأقصى في محاولة مستميتة لاقتحامه بغية تعطيل خطة شارون للانسحاب من قطاع غزة وإخلاء بعض المستوطنات. تحرك جماعة "رفافاه" اليمينية المتطرفة يعد مفهوما لخلفيتها الدينية المتزمتة، ولكن يبدو مستغربا محاولة شارون نفسه التملص من الاتفاقات التي وقعها مع الفلسطينيين وأسفرت عن هدنة غير مسبوقة.
شارون مهد لزيارته بإطلاق حملة إعلامية تشوش على الموقف الأميركي المعلن من المستوطنات كما أن قوات احتلاله عمدت عشية زيارته وموعد اليهود المتطرفين لتنفيذ مخططهم إلى إطلاق النار بصورة متعمدة على صبية في رفح ما أدى إلى استشهاد ثلاثة منهم على الفور. كل هذه المقدمات تعد محاولة لاستفزاز الفلسطينيين الذين استجابوا على الفور بإطلاق صواريخ على مستوطنات قرب رفح وليتهم لم يفعلوا لتفويت الفرصة على شارون.
لخص كبير المفاوضين صائب عريقات السيناريو المعد بالقول إن الحكومة الإسرائيلية تخطط للتهرب من تنفيذ المرحلة الثالثة لـ "خريطة الطريق" المرتبطة بقضايا الوضع النهائي. وهنا نطرح سؤالا وهو: ما سر تفجر العنف في الأراضي المحتلة مع كل زيارة يقوم بها شارون لواشنطن؟
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 948 - الأحد 10 أبريل 2005م الموافق 01 ربيع الاول 1426هـ