كقراءة للواقع البحريني لا يمكن ان تستقر شمس التنمية على كتف البحرين والبيروقراطية اكلت نصف الجسد. القصة ليست قصة البحرين فقط بل قصة كل دولنا العربية... هناك حقائق يجب ان نفهمها... لا تنمية بلا اصلاح اداري ومالي في مؤسساتنا... لا اصلاح بلا عقول استراتيجية والمشكلة اننا نعاني ايضا من عقول فتوائية في الاقتصاد ايضا... لا تنمية بلا وزارة تخطيط... لا تنمية بلا رقابة... والرقابة ما لم تكن باسنان لن تستطيع أن تأكل لحم الفساد... القضية ليست أزمة موازنة شحيحة بقدر ما هي ازمة غياب صرامة مع الفساد... شحوم الفساد المتدلية على جسد الاقتصاد البحريني افقدت قوة البنكرياس فما عاد يحتمل تغطية جميع الجسد فلا غريب ان نصاب بالفشل الكلوي السياسي وبعمى الالوان السياسية ومجالات مرعبة من التقيح... انها أزمة مرض السكري في كل شيء. ينطبق علينا المثل الدنماركي "القدم المكسورة لا تعالج بجورب من حرير". فلنقرأ تجربة اليابان وسنغافورة وألمانيا سنكتشف السر. أما ان يستقدم خبير لوزارة ثم يرسل لمؤتمر يمثل البحرين فهذا لم يحدث حتى في دولة "الواق واق". ان نرفع شعار الحفاظ على البيئة وفي الوقت ذاته ندق طبول الفرح لدفنه فهذا أمر عجاب... هل تعلمون عن بلدية المنطقة الجنوبية... ساحدثكم لاحقا وفي وقته ان شاء الله. انا مازلت اشفق على مركز البحرين للدراسات والبحوث... ولا اعلم ما هو دور هذا المركز في وقت المهمات الصعبة على طريقة اصلاح السوق لم نر اثرا للمركز... اموال تصرف ويوم المهمة الكبرى اضطررنا للجوء إلى شركة "ماكينزي" لتعطينا تصورها في اصلاح السوق... إذا، ما هو دور المركز؟ اين هي بحوثه؟ اين هي رؤيته؟ إذا، هناك تخبط... يوم أمس طلع علينا الوكيل المساعد لوزارة الصحة ليقول لنا إن 34 في المئة من موازنة العلاج في الخارج لعلاج أمراض السرطان، وأيضا في اللقاء ذاته يقول: ان ما هو متوافر حاليا من امكانات يفي بالغرض للحالات الاعتيادية المنتشرة في البحرين وان كان يتطلب بعض التطوير في الكوادر والمعدات. وهذا كلام عمومي غائم لا يقدم ولا يؤخر ولا يحل المشكلة المتفاقمة. على رغم اني بودي لو تقوم الصحافة بجولة تفقدية لمركز الأورام لتخرج المخبوء فهذا ملف يحتاج إلى فريق عمل صحافي مكلف بنواب لا تلومهم في الله لومة لائم... فهذا ايضا ملف لا يقل اهمية عن ملفات اخرى تحتاج إلى فوكس كبير لنعرف مدى تواضع الامكانات. وساطرح مقالا عبارة عن اسئلة للوكيل المساعد يناقش تصريحاته الاخيرة. آه آه... السرطان في البحرين وما ادراكم ما السرطان لو تعلمون عظيم! أعود فأقول الرجل المكسورة لا تعالج بجورب من حرير ومشكلتنا في العالم العربي ان مشكلاتنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لا تعالج بجرأة وصراحة. أنا اعلم انه من راقب الوزارات مات هما وان هناك كتابا يعملون ليل نهار لخلق عرف صحافي يتحول إلى عقيدة من عدم نقد أية وزارة ويحاولون عبر هذه الكتابات خلق منع تجول في اوراق وملفات الوزارات ولكن ذلك لن يحرك التنمية. ولن ينفع الوطن يجب أن يشعر الوزير العربي انه يخلق من البسكويت والبقلاوة وألا يخاطب الناس من فوق البلكونة... ويجب ان يشعر الناس ببرامج الوزارة... انها في تحسن... انها تسير مع التطور... انها قاب قوسين تزاحم وزارات كبريات الدول العظمى من حيث التنظيم والادارة... ما الفرق بين وزارة البلدية في البحرين وفي اميركا؟ في البحرين نتغنى بأسبوع النخلة بعد قطعها... ما الفرق بين سجلها السكاني وسجلنا الميمون؟ ما الفرق بين وزارة الصحة في المانيا ووزارة الصحة في البحرين؟ تماما كالفرق بين محطة الحد ومحطة نيويورك. ما الفرق بين ديوان الخدمة هنا وديوان الخدمة هناك وان اختلفت الاسماء؟ الفرق أن هذه لا ترى لها اسماء مرشحين للتوظيف وهناك تقرأه من الانترنت وعلى صفحات الصحف. ان ثقافة الجوراب الحريري لن تغطي مشكلة الوزارات فلابد من التخطيط والدقة في معركة المرض حتى يتسنى العلاج، ثمة صنف من المسئولين يطمح ان يستيقظ ذات يوم ليرى البحرين افضل من باريس، وثمة صنف لا يريد باريس كي لا يكون وراءها "حساب وكتاب"... المدير الذي عاش سنين على البيروقراطية لا يمكن ان يطلب ود التحديث والتغيير. وقديما قيل: ومن يطلب الحسناء لم يغلها المهر. ككاتب... ابحث عن بحرين باريس... بحرين المانيا بحرين اليابان في صناعة الانسان وفي احترام العلم الحديث. وليس ذلك بعيدا اذا تعاون الجميع "الحكومة والمجتمع" بعقل وتخطيط وضمير أيضا
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 948 - الأحد 10 أبريل 2005م الموافق 01 ربيع الاول 1426هـ