العدد 947 - السبت 09 أبريل 2005م الموافق 29 صفر 1426هـ

لم لا يكون كرديا رئيسا للعراق؟

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

إن الجدل الواسع سواء داخل أو خارج العراق بشأن تولي الكردي جلال الطالباني رئاسة البلاد ليس له ما يبرره إذا علمنا أن المسألة برمتها تعود إلى سياسة التوافق التي أصبحت سمة لمرحلة عراق ما بعد صدام. ومع أن للأكراد طموحات متمثلة في الحصول على قدر أكبر من السلطة في العراق الاتحادي أو الفيدرالي علاوة على ما أثاروه بشأن كركوك الغنية بالنفط وضرورة تبعيتها لإقليم كردستان بالإضافة إلى المخاوف التركية من رغبتهم في الانفصال وتكوين دولة مستقلة فإن خطاب الطالباني كان وحدويا وديمقراطيا. إذا، لا ينبغي النظر إلى كون الرئيس كرديا يحكم بلدا عربيا والتعاطي معه من خلفية قومية وإنما من زاوية إسلامية وعراقية واسعة. ألم يكن القائد الكردي صلاح الدين الأيوبي مخلصا لبيت المقدس من الصليبيين بعدما وقف العرب عاجزين عن ذلك؟ إن المأخذ حتى الآن بعد أيام من تولي الطالباني سدة الحكم هو إصدار زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني وحاكم كردستان مسعود البرزاني قرارا باستبدال اسم جمهورية العراق إلى "الجمهورية العراقية الفيدرالية"، وإلزامه الجميع العمل بالاسم الجديد. إن هذا الإجراء يعتبر بمثابة بالون اختبار متفق عليه بين الأكراد لقياس ردود الفعل لدى الغالبية العربية وممثليها في البرلمان أو في الخارج تجاه الفيدرالية التي يصرون على اعتمادها. ولكن في النهاية لن يحدث تغيير كبير على خريطة العراق مع العلم أن رئاسة الطالباني لن تدوم سوى تسعة أشهر فقط وأي انحياز سيكون محاسبا عليه. إن كل دساتير العالم لا تشترط أن يكون رئيس الجمهورية من قومية أو طائفة معينة باستثناء بعض الدول التي تعلم بمخاطرها وتأثيراتها السلبية على مستقبل الأجيال وعلى لحمة الشعب الواحد. وعليه فإن التقسيمات الطائفية والعرقية التي نشأت مع قدوم الاحتلال الأميركي للعراق يجب مغادرتها تماما في المرحلة المقبلة. فماذا يريد العراقيون من رئيسهم في هذه الظروف سوى إعادة الأمن المفقود، وأن يبدأ في إعمار ما دمرته سنين الحروب السابقة، وأن يحافظ على الوحدة

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 947 - السبت 09 أبريل 2005م الموافق 29 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً