العدد 946 - الجمعة 08 أبريل 2005م الموافق 28 صفر 1426هـ

الأبناء تطوير سلوكهم

كيف نقضي على مقاومة

سلوى المؤيد comments [at] alwasatnews.com

.

ماذا يمكن أن نفعل مع أبنائنا عندما نعلم أن مقاومتهم لأساليبنا الجديدة هي أمر طبيعي؟ كيف يمكننا القضاء عليها وتمكينهم من الاستفادة من هذه الأساليب. ..؟ ما نوع الدعم الذي نحتاج إليه...؟ نحن طبعا سنحتاج إلى نوع أو نوعين من الدعم... أحدهما نوع البرنامج الذي نقوم بتطبيقه والثاني أن نتأقلم نحن أيضا على تقبل ذلك التغيير... حتى نقنع أبناءنا به فتزول المقاومة. وكلما تواصلنا مع الناس الذي يحتك بهم أبناؤنا من مدرسين وأصدقاء وأقارب وتعمدنا الإصرار على تطبيق أسلوبنا الجديد في تعاملنا مع كل هذه الفئات التي لها علاقة بحياة هؤلاء الأبناء... تحقق هذا الأمر بصورة أسهل وأسرع. حاول أن توضح لهؤلاء الأشخاص الطرق التي تعلمتها مما ذكرته سابقا ستجدهم سعيدين ومرحبين بالتعاون معك لكي تصل إلى أهدافك. رشاد طفل في الرابعة من عمره... وجد والداه الكثير من التعاون والدعم من مدرسي ابنه... وهذا الأمر ساعد على أن يبدأ ابنهما دراسته في الروضة الجديدة على أساس من نظام ناجح... والسبب أنه لم يقبل في روضتين من قبل بسبب طبعه المشاكس العدواني... إذ بقي في كل منهما فترة قصيرة فقط وتم رفضه منهما. كان والدا رشاد متشوقين لأي شخص يعلمهما كيف يتعاملان مع ابنهما... لأنه سيدخل إلى روضته الجديدة الفصل المقبل... أي بعد أسبوع. سألهما الخبير التربوي "ما الأسلوب الذي كنتما تستخدمانه معه من قبل؟" قالت الأم بدأنا بالتسامح معه وعدم عقابه... وبعد ذلك أصبحنا نكرر تأنيبنا له ونذكره بما وعدنا أن يفعل... لكن كل ذلك لم يأت بنتيجة معه... وعندما كان يقاومنا أصبحنا نثور عليه ويعلو صوتنا معه. بعد عدة دروس في ورشة للآباء أعدها الخبير لهما مع مجموعة من الآباء يعانون من مشكلات شبيهة بمشكلتهما... استطاعوا أن يتعلموا استخدام بعض الحدود الحازمة... والعواقب المنطقية لسوء سلوك الأبناء... ووضع وقت محدد لهم لأنها المهمة المطلوبة منهم... بدل أن يتعرضوا بالضرب لهم لعدم استجابتهم لهم... وطلب الخبير من الآباء أن يسجلوا ما يلاحظون على أبنائهم من تطور في سلوكهم... لكي يلمس مدى ما يحرزونه من تقدم. ثم احتاج الخبير إلى أن يؤسس اتصالا بين البيت والمدرسة والاستمرار في التواصل والتعاون بينهما. كانت مدرسات رشاد في الروضة الجديدة على استعداد للتعاون... ووضح والدا رشاد أن على مدرسيه أن يستخدموا التوجيهات اللفظية نفسها التي يستخدمانها في البيت وكيف يستخدمون النتائج المنطقية وتحديد الوقت لانهاء الطفل المهمة المطلوبة منه وإلا تعرض للعقاب ووافق المدرسون على تسجيل المرات التي يستجيب رشاد فيها لهم حتى يتأكد الوالدان من تطور سلوكه. وكما هو متوقع... أخذ رشاد يمتحن مدرسيه في مدى جدية ما يطلبون منه القيام به لعدة أسابيع... ثم بدأ يبدي تطورا تدريجيا في سلوكه ثم استقر هذا السلوك على نمط واحد أخذ في التحسن وبعد أربعة أشهر من بداية التطبيق أظهر رشاد 70 في المئة من التحسن في سلوكه العدائي السابق في المدرسة والبيت... وأخذ في التطور أكثر فأكثر في الشهور التالية أيضا حتى أصبح الأبوان والمدرسون أكثر راحة في التعامل معه... وظل هكذا في روضته ما بقي له من سنة قبل أن يلتحق بالمدرسة السنة التي بعدها. هنا لا حظنا أن مدرسي رشاد دعموا أساليب الأبوين لتطوير سلوك ابنهما... وكان لهذا الدعم دور كبير في تطور سلوك رشاد ولا ننسى دعم الكبار بشأن الطفل في العائلة مثل الجد والجدة وضرورة دعمهما لأساليب الأبوين وكذلك الأقرباء والاخوة الكبار والأصدقاء وكل من ذكرته مسبقا... والأفضل من ذلك كله هو اقتناع الوالدين نفسيهما بما يقومان به وتعويد نفسيهما على الالتزام بهذه الطرق الجديدة التي لم يتعودوا عليها... بعد إيمانهما بأهميتها. والآباء الذين يتجاوبون سريعا مع الطرق الجديدة ولا يقاومونها.. يجدوا من السهل اتباعها وتطوير سلوك أبنائهم... لكن الذين يقاومونها لا اراديا أو بحكم التعود ولا يجدون الدعم ممن هم حولهم من الذين ذكرتهم... يجدون صعوبة في تطبيقها وتطوير سلوك أبنائهم. * كاتبة بحرينية

إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"

العدد 946 - الجمعة 08 أبريل 2005م الموافق 28 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً