عبدالكريم المجاطي والذي تمكنت منه أخيرا قوات الأمن السعودي في اشتباكات مدينة الرس بمنطقة القصيم "بالشمال السعودي" يعتبر من الإرهابيين المثيرين للجدل ليس داخل السعودية أو وطنه الأم المغرب، بل حتى على الصعيد العالمي بالنظر إلى كونه مطلوبا من قبل عدد من الأجهزة الأمنية العالمية الأوروبية والأميركية والعربية، إذ اتهم بتفجيرات الرياض والدار البيضاء في مايو/ أيار ،2003 ومدريد 11 مارس/ آذار ،2004 كما كانت واشنطن تعتبره خليفة بن لادن، وبأنه على علاقة بأبي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق. وعلى غرار باقي زعماء التنظيم الأصولي المتطرف الأول في العالم فقد أحاط المجاطي نفسه بستار من السرية والغرائبية والتهويل، فعلى رغم أنه كان مطلوبا من قبل أجهزة أمنية على امتداد العالم، فقد كان دائم التنقل بين ثلاث قارات: آسيا "السعودية، وقبلها أفغانستان" وإفريقيا "المغرب" وأوروبا "إسبانيا". فقد أفاد الإسلامي المغربي عبدالحي العصعاص الذي يحمل لقب "أبو عبدالله" الذي اعتقلته القوات السورية على الحدود مع العراق إذ كان يحاول التسلل للانضمام إلى المقاومة العراقية المناهضة للاحتلال الأميركي، لتسلمه بعد ذلك إلى المغرب، أنه اجتمع في مدينة طنجة "شمال المغرب" مع المطلوب عبدالكريم المجاطي. وقال إن المجاطي الذي اختفى عن الأنظار بعد هجمات الدار البيضاء زاره في مسكنه في طنجة قبل أشهر من الآن، برفقة شخص آخر ينتسب إلى تنظيم "السلفية الجهادية" الذي حملته السلطات المغربية مسئولية التفجيرات التي هزت الدار البيضاء. وكانت السلطات الأمنية في المغرب، وأياما قبل تفجيرات مدريد قد نبهت السلطات الإسبانية إلى وجود المجاطي على أراضيها، ما جعل أصابع الاتهام تتوجه إليه بشكل مباشر بعد التفجيرات التي أدت إلى مقتل 192 قتيلا، وجرح أكثر من ألف. من جانبها تتهمه واشنطن بأنه أحد الضالعين في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول بعد أن تأكد لها أنه زار الولايات المتحدة العامين 1997 و.2000 وبالنظر إلى كل هذه القدرات على التنقل، وبالنظر إلى كل هذه الاتهامات، فإن تحقيقات أجهزة الأمن المغربي والإسباني كانت تدور بالأساس على جمع المعلومات الأساسية عن المجاطي والتعرف على قدراته الحقيقية في تسيير خلايا القاعدة في دول شمال إفريقيا وأوروبا أو غيرها من التنظيمات الموالية لها وخصوصا "الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة" التي يعتقد أنها تتخذ من الأراضي البريطانية منطلقا لها. أكثر من ذلك فإن واشنطن التي زار محققوها حديثا بيت المجاطي، وأخذوا عينات من الحامض النووي له، كانت تخشى قبل مقتله أن يكون خليفة لزعيم التنظيم المركزي أسامة بن لادن على خلفية النفوذ والتأثير الذي يتمتع به لدى أنصار تنظيم القاعدة، والمتعاطفين معها عبر العالم. من هو المجاطي؟ عبدالكريم المجاطي الملقب بـ "أبو إلياس" يبلغ من العمر 37 عاما، وينتمي إلى عائلة مغربية برجوازية، تستقر بمدينة المحمدية، 25 كم شمال الدار البيضاء. والده مغربي وأمه فرنسية، ويحسن الحديث أيضا باللغة الإنجليزية. وتفيد تقارير استخبارية مغربية أن له زوجة أميركية، وأنه تدرب على صناعة المتفجرات والتخطيط الحربي في أفغانستان وكشمير، وكان يزور المملكة العربية السعودية باستمرار تحت ستار الحج والعمرة. وكان المجاطي أحد المحاربين المتمرسين الذين قادوا المقاومة في البوسنة والهرسك، ضد القوات الصربية، وكان المكلف تزكية وترحيل المغاربة والعرب الراغبين في الانضمام إلى تنظيم القاعدة، وهو ما يفسر تعاطف الجيل الجديد من القاعديين معه. كما أنه يعتبر من أفراد الحلقة الضيقة المقربة من زعيم القاعدة بن لادن بدليل أنه استدعي إلى أفغانستان مباشرة بعد التهديد الأميركي بضرب نظام طالبان المستضيف للتنظيم، عقب هجمات 11 سبتمبر/ أيلول التي هزت أميركا العام .200
العدد 945 - الخميس 07 أبريل 2005م الموافق 27 صفر 1426هـ