دنيانا نحن العربي تحاصرها الغم والويلات، هل هو نصيبنا في عالم كان يجب أن نكون فيه خير أمة أخرجت للناس، أم هو ما جنيناه على أنفسنا؟! الغمم التي نقبل بها تأتينا دائما في ظل ما يسمى الشرعية الدولية "متمثلة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن" عن طريق قرارات يفترض بنا تطبيقها مجبرين لا راغبين، هدفها مهما اختلفت شعاراتها محدد وواضح وهو القضاء على العرب! ربما ما يدفعنا للنظر للقرارات الدولية بهذه الصورة البشعة، ما نعيشه من وضع مأسوي، فكل دول المنطقة "وهبت" قرارا دوليا أنتج عن طريق الأمم المتحدة وعرض على مجلس الأمن، ولكنه في النهاية منتج أميركي "يخدم مصالح أميركية". الكلام السابق ليس من واقع تخيل أو تفريغ ذاتي، وإنما هو نفسه كلام وكيل وزارة الخارجية الأميركية لشئون الحد من التسلح والأمن الدولي جون بولتون، إذ قال: "لا يوجد شيء اسمه الأمم المتحدة... هناك أسرة دولية تجتمع أحيانا، ويمكن أن تقودها القوة العظمى الوحيدة المتبقية في العالم، وهي الولايات المتحدة عندما يناسب ذلك مصالحنا، عندما نستطيع أن نقنع الآخرين بالسير معنا". أميركا هي أميركا، من دمائنا تعرفونها لا نحتاج لإعادة قراءة سيرتها الذاتية، من قتلانا تستدلون عليها، أسلحتها تقتات من سهولنا وجبالنا ونفطنا، وتشرب أنخاب القنابل والرصاص من مائدة رصفت عليها أسماء أطفالنا وشبابنا. أميركا نعرفها غدا، كما عرفناها بالأمس، عندما تنادي بالحرية تعمم القمع، وعندما تبيع السلام تسبقها الأسلحة الناطقة، وعندما تحرض على إقامة الديمقراطية تدعم الدكتاتوريات، وعندما تبشر بالتنمية "تستغلنا" بالنهب المنظم. وهي اليوم في لبنان، تعد شعبه بالحرية... لذلك، نحن خائفون على الحرية... تبشرنا بالسلام، لذلك نحن نتوجس من العنف... تؤيد الانتخابات، لذلك نخشى من انحياز الصناديق
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 944 - الأربعاء 06 أبريل 2005م الموافق 26 صفر 1426هـ