العدد 944 - الأربعاء 06 أبريل 2005م الموافق 26 صفر 1426هـ

هل تعرفون عظمة الحسين حقا؟

انطوان بارا في آخر تجلياته:

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أمتعنا مركز السنابس الثقافي بلقاء جميل مع الكاتب والصحافي السوري المسيحي انطون بارا، الذي ألقى محاضرة تحت عنوان: "الإمام الحسين فكر وحضارة"، مساء الخميس الماضي، 31 مارس/ آذار. الكاتب الذي عرفه أهل الخليج والبحرين خصوصا من خلال كتابه الأول الذي حمل عنوان: "الحسين في الفكر المسيحي"، قبل 30 عاما، تطرق إلى موضوعه الأثير: عظمة الامام الحسين من ناحية فكرية وحضارية، والتي يجهلها الكثير من المسلمين. الكاتب المسكون بالمقارنة بين الأديان، قدم إلينا صورتين تكمن فيهما مفارقة كبرى: صورة القسيس المسيحي في أحد أديرة حلب الذي استقبل رأس الحسين "ع" وطيبه واحتفى به، وصورة جنود بني أمية الذين كانوا يضعون الرأس الشريف على الرصيف، بما لا يليق إطلاقا مع احترام صاحب الديانة الذي قتلوا حفيده. ولفت بارا إلى اختلاف طريقة تناوله والكتاب المسيحيين العرب لقضية الحسين عن طريقة تناول المستشرقين، الذين تناولوا الواقعة بطريقة تخلو من أية قدسية أو تعاطف يذكر، لأنه وزملاءه من أبناء هذه الحضارة. وأشار إلى أن البكاء وطرق العزاء هي من وسائل التعبير الموجودة في كل الديانات، بما فيها المسيحية التي يمثل أتباعها طريقة صلب المسيح "ع" ويضعون الأشواك على رؤوسهم، ويغرس بعضهم المسامير في أيديهم، وان ذلك إيقاع جسدي يجدد طاقة الندم والاستعداد لعدم التقصير في المستقبل. ووجه سؤاله إلى الحضور في القاعة من الجنسين: "اسألوا أي شخص يشارك في مراسم العزاء، ألا يشعر بالارتياح وراحة الضمير؟ فبهذه الشعائر يعبر المشاركون عن مشاعرهم، ولولا هذه المراسم لنسي الكثيرون القضية". وأضاف بارا "إن منهج الحسين لم يكن عنيفا كما يبدو في ظاهره، فلم يكن هم الحسين أن يسقط عرش يزيد، ولم تكن ثورته حركة لاستعراض العضلات، وإنما كانت حركة "تصحيحية" لا يوجد لها شبيه في تاريخ الأديان كلها. ولم يسجل التاريخ أن هناك ديانة وليدة قام أتباعها بقتل حفيد مؤسسها، وتم ذلك باسم هذا الدين نفسه"! وفي سؤال عن أين يلتقي فيه المتدين والمثقف، أجاب: "لا الثقافة تنفي التدين ولا التدين ينفي الثقافة، فأنت إذا اهتممت بالدين لابد أن تهتم بنواحيه الثقافية فتوسع اطلاعك فيه". وعن دور المسلمين الشيعة في جهل أصحاب الأديان الأخرى بهم قال: "ليست لهم علاقة بجهل أصحاب الأديان الاخرى بهم، فهناك مسلمون آخرون أيضا لا يعرفون عن الشيعة شيئا. ولأن مجتمعاتنا العربية يحكمها الفكر الأحادي فإنك مهما حاولت أن تقنعهم لن يسمعوا لك، ما يتطلب جهدا كبيرا وواسعا للإقناع، وهذا هو سبب المواقف المتشنجة في الساحة". وأشار إلى أن الآخرين لديهم مآخذ على من التزم بخط الحسين وتبنى فكره، فطبيعي ألا يكون هناك توافق فكري أو اجتماعي، وخصوصا أن الفكر الشيعي متجدد ولم يغلق باب الاجتهاد، بينما تجمدت التيارات الأخرى ولم تعد لها طموحات لتجديد تلك المجتمعات. وذهب بارا إلى تصحيح أحد المفاهيم السائدة بقوله: "أنا لا أسمي ما حصل للمسلمين الشيعة اضطهادا وإنما عدم توافق، لأن المسلم الشيعي لا يسمح لأحد بأن يضطهده، وهو لا يفر فرار العبيد". وردا على سؤال أحد الحضور أشار إلى ما تعرض له من مضايقات لا حصر لها، من السنة والشيعة والمسيحيين جميعا بسبب كتابه، "لأن من يؤلف في هذا المجال كمن يسير في حقل من الألغام". وألمح إلى محاكمته التي استمرت عامين في الكويت بسبب عشرة أسطر وردت في كتابه نقلا عن الإمام الراحل محمد مهدي شمس الدين، مستدلا على ذلك بوجود الفكر الأحادي المتطرف في الفكر والممارسة. وأوضح بارا أنه ألحق وقائع المحاكمة بالطبعة الجديدة من الكتاب الذي سيصدر في حلة جديدة، ليظهر الفكر المتطرف الذي وقف وراء المحاكمة. بارا أبى إلا أن يتحف مستمعيه في آخر تجلياته كما أتحف قراءه قبل ثلاثين عاما. فمرحى لأصحاب التجليات في آفاقهم الرفيعة

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 944 - الأربعاء 06 أبريل 2005م الموافق 26 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً