المشروع السياحي الكبير الذي احتضنته مملكة البحرين أخيرا لا يمكن القول أنه لا يعود بالفائدة على الاقتصاد البحريني، وخصوصا القطاع السياحي الذي حاولت الدولة تحريكه منذ زمن وقامت بخطوات ومشروعات عدة كان أكثرها نجاحا هو مشروع فورمولا . 1 كل القطاعات تتحرك مع السياحة، وأكثرها حركة الفنادق والمواصلات، وفيما يخص قطاع الفنادق فقد أعلنت الجهات المختصة أن نسبة اشغالها كان 100 في المئة ما يعني طفرة ذهبية لم يمر بها قطاع الفنادق من قبل، ولكن ماذا عن قطاع المواصلات؟ هل كانت النسبة ذاتها؟ ولماذا لم يعلن عن نسبة تشغيل قطاع المواصلات؟ لا أعلم لماذا لم يعلن ذلك ولكن ما يمكن الجزم به أن غالبية لوحات الحافلات التي نقلت جمهور فورمولا 1 لم تكن بحرينية، والمؤسف أن الحافلات ذات اللوحات البحرينية كانت أيام الفورمولا على جانبي شارع البديع تنتظر رزقها، والإحصاءات الرسمية تتحدث عن أربعين ألف زائر للمملكة في ذلك الحين! يحتج المنظمون بحداثة الحافلات التي يتطلبها مهرجان كهذا! على رغم أن بعض الشركات الوطنية كانت مستعدة لتوفير تلك النوعية من الحافلات المطلوبة بطريقة أو بأخرى، ولكن شاءت إرادة الفورمولا أن "تسقي عذاري البعيد وتترك القريب"! وهل يمكن للشركات السياحية الوطنية أن تتطور وتمتلك حافلات مثل تلك التي جلبت من الخارج إذا ما استثنيت العمل في مهرجان كهذا؟ أبدا، فالذي سيحدث هو أن الشركات غير البحرينية ستضاعف من أساطيل الحافلات المتطورة لديها لتشارك في فورمولا 1 العام المقبل أيضا، وسيبقى مهرجان فورمولا 1 الخاص بالحافلات الوطنية في شارع البديع