العدد 943 - الثلثاء 05 أبريل 2005م الموافق 25 صفر 1426هـ

فرقة "الجرح الأليم"... مواهب متعددة

سكينة العكري comments [at] alwasatnews.com

حضرت أحد أعمال فرقة الجرح الأليم حديثا إذ عرضت مسرحية "الطفلة المفجوعة" في صالة شهرزاد، يوم 16 الشهر الماضي، إذ ركزت المسرحية بشكل كبير وواضح جدا على السيدة رقية بنت الإمام الحسين "ع" ووضعها المأسوي بعد رحيل والدها، فوصفت بـ "الطفلة المفجوعة" حيث كانت نهايتها. الممثلون في المسرحية كانوا خليطا متجانسا من الكبار والأطفال بحسب الأدوار المطلوبة، إذ استطاع المسرح استقطاب ما يزيد على 2000 مشارك في المسرحية، بحسب العرضين اللذين قدما على خشبة صالة شهرزاد. العرض كان موفقا جدا، وشعرت بفخر كبير أمام هذه العطاءات الحسينية الزاخرة، وأثلج صدري الأداء الراقي والإبداع الفني، والوعي بالمواهب وأهمية تنميتها. ومن خلال العرض شعرت بأن هذا المشروع كغيره من المشروعات، بحاجة إلى دعم ليأخذ مكانته المناسبة، فدعونا نقدم له الدعم كل بحسب موقعه. ولي أن أسلط الضوء إعلاميا على فرقة الجرح الأليم وعطائها الفني الرائع، فهي بحق تستحق منا كل الدعم والمساندة، لأنها مدرسة حسينية رائدة في تنمية المواهب والمهارات المتعددة. هذه الفرقة عمرها الزمني قصير، يقدر بست سنوات فقط، وأعمالها الفنية استطاعت أن تضرب أرقاما قياسية في النجاح على رغم الإمكانات المادية المتواضعة، وعلى رغم حاجة المشروع ذاته إلى الدعم بأنواعه، فمن بين ما تحمل الفرقة الناشئة من أهداف وطموحات كان تركيزها على فئة الأطفال الصغار لنشر الوعي لدى هذه النشء، ليصبح واعيا بواقعة الطف التاريخية وبأنصار الإمام الحسين حتى يكونوا رساليين صالحين. وتحقق جزء كبير من هدفهم هذا وأصبح الأطفال أكثر وعيا وحبا لأصحاب الحسين، فقد شعروا بعظم المصيبة من خلال تجسيدها في المسرحية. وبحسب ما يذكر المخرج السينمائي تتكون الفرقة من 400 ممثل على أقل تقدير، وقدر عدد الشخصيات المهمة بالمسرحية بـ 40 ممثلا، تتراوح أعمارهم ما بين 4 و32 سنة، وذكر أن غالبية الأطفال الذين يذهبون إلى الفرقة للعب أدوار في المسرحيات جاءوا برغبة قوية من أهاليهم ورغبة أكيدة منهم، وهم بدورهم يبذلون قصارى جهدهم في تدريبهم وتعليمهم على الأدوار المحببة إلى نفوسهم. وذكر المخرج أن بعض الأطفال يمتلكون مواهب ومهارات متعددة لابد من استغلالها، وهناك أطفال لا يملكون مثل هذه المهارات والمواهب، ولكن لديهم الرغبة القوية في لعب أدوار مهمة فتعطى الفرصة لهم، وتدريبهم كل بحسب إمكاناته. والمجال مفتوح ويتسع للجميع ليكونوا ضمن الفرقة، فأهم شيء في العضو المنضم للفرقة هو الإخلاص والسمعة الطيبة، أما الأمور الثانية فتأتي مع الوقت، فكل شيء تحتاج إليه الفرقة من أدوات وتجهيزات في المسرحية تصنعه وتنتجه الفرقة ذاتها، من ملابس وخوذ وسيوف ورماح وخيام ودروع، - ولا شيء يتم استيراده - وكل ما هو يتعلق بالمسرح وملابس الممثلين، بالإضافة إلى الأدوات المستخدمة في الخدع السينمائية والواقيات وأكياس الدماء المنفجرة، وغير ذلك من أدوات يتم رصدها كحاجة ملحة في التمثيل يعملون على توفيرها بحسب اللجنة المختصة، ويعد إنتاجا محليا وخاصا جدا. هذا علاوة على توفر الفنانين والرسامين والخطاطين في الفرقة ذاتها، فلا حاجة إلى الاستعانة إلى من هم خارج إطارها. بل ان الفرقة تمول الفرق الأخرى في البحرين بالاحتياجات المختلفة، كل ذلك بمبلغ بسيط زهيد لا يتعدى الـ 500 فلس. وبحسب المخرج السينمائي محمد عبدالنبي، لم تكن هناك رغبة في زيادة المبلغ إلى هذا الحد، وكانت الفكرة تدور حول 200 فلس أو 100 فلس، ولكن لكون تعرض اللجنة المختصة باستقبال جمهور الفرقة وتعرضه لإشكالات متعلقة بايجاد فكة مناسبة "خردة" فقد قررت اختصار الصعوبات وتحديد المبلغ بنصف دينار، ليس طلبا للربح وإنما لإيصال رسالتهم. والفرقة تستعد من الآن إلى إنتاج ضخم عودت الناس عليه، وهي مسرحية الجرح الأليم في ذكرى الأربعين، السنة السادسة على التوالي، في ليلة الجمعة بالمجان في قرية بني جمرة، وسيعاد عرضها في كرانة، ومن المتوقع أن يزيد الجمهور على 12000 متفرج من كلا الطائفتين الكريمتين. وعن الصعوبات والمعوقات التي تواجه الفرقة لم يذكر هناك معوقات وصعوبات غير مشكلة التنظيم، بسبب وجود عرضين متتاليين في ليلة واحدة بينهما نصف ساعة فقط للاستراحة، وكان ذلك مربكا للمنظمين والممثلين. بنت الفرقة مجدها بتقوى من الله تعالى أولا، وبحرصها التام على التسامح والتشاور وتبادل الآراء، فقد جاءت فكرة هذه الفرقة من الأجداد مع شيء من التطوير والتغيير. والعمل في الفرقة يسير وفق إدارة محددة واعية وواعدة، وضمن لجان مستقلة ومختصة في آن واحد، فلكل لجنة مهماتها واختصاصها. فهناك لجان مختصة بالديكور والإعلام والإخراج الفني والإخراج المسرحي. ويعود نجاح أعمال الفرقة بالدرجة الأولى إلى تعاون الجميع وصبرهم، وحرصهم على العمل التطوعي وهمتهم العالية. وسينظم حفل تكريم توزع فيه الهدايا التذكارية على أفضل الممثلين بحسب الأدوار، الجائزة الأولى والثانية والثالثة. وهناك رحلة ترفيهية إلى السعودية أو البحرين يدعى من خلالها أولياء أمور الممثلين إلى جانب حفل عشاء في أحد المآتم، كنوع من التقدير والاهتمام. أتمنى من خلال هذا العرض الموجز، إن وفقت في طرحي، تقديم لمحة بسيطة عن الفرقة وإسهاماتها الكبيرة في المجتمع البحريني. * كاتبة بحرينية

إقرأ أيضا لـ "سكينة العكري"

العدد 943 - الثلثاء 05 أبريل 2005م الموافق 25 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً