المؤتمر الصحافي الذي عقد في فندق الريجنسي يوم أمس وتحدث فيه المدير التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" فريدريك سيكري ونائب رئيس مجلس الأعمال العربي خالد عبدالله جناحي ورئيس المجلس الوطني للتنافسية جواد حبيب استعرض بعض محتويات تقرير التنافسية العربي الثاني الذي أطلقه منتدى دافوس في الدوحة في 2 أبريل/ نيسان الجاري. سيكري أشار إلى أن التقرير قد يوحي لمن يركز على المرتبة الأولى أو الثانية أو الثالثة بأن الدول العربية لها وضع مميز على المستوى الدولي، والواقع هو العكس، فلو قارنت الدول العربية نفسها مع دول في آسيا وأميركا الجنوبية فستجدها أنها لاتزال بعيدة كل البعد عن المستوى العالمي للقدرة التنافسية، وقال إن قطر والامارات والبحرين وهي الدول التي حازت على المراتب الأولى والثانية والثالثة في تقرير التنافسية العربي، لديها وضع منخفض عالميا. فقطر مثلا تحتل المرتبة الثامنة والثمانين من بين 109 دول في العالم بالنسبة إلى سوء البيروقراطية "وهو موقع سيئ جدا"، كما أن البحرين تحتل المرتبة 82 في البيروقراطية. أما حرية الصحافة فإن البحرين، وهي واحدة من افضل الدول العربية في هذا المجال، تحتل المرتبة الـ ،89 وهو موقع متدن لأنها ليست بعيدة عن المرتبة السفلى "109". كما أن البحرين تحتل المرتبة الـ 50 في استقلال القضاء، وهذا ربما افضل من كثير من الدول العربية والخليجية ولكنه سيئ بالنسبة إلى المستوى العالمي. وقال ان البحرين تحتل مرتبة رفيعة عربيا في استخدامات التكنولوجيا ولكن جميع الدول العربية تتراوح مكانتها في التكنولوجيا ما بين الـ 60 و،70 وهذا يعطينا فكرة على ان النمو الموجود حاليا في بعض الدول العربية ليس دائما لأنه يعتمد على مصادر ليست فيها صفة الديمومة. جناحي قال إنه لو نظرنا إلى أسواق الأوراق المالية الخليجية فسنجد انها تتحرك في قطاع العقارات وفي القطاع المالي الذي يمول ذلك القطاع، أو أنها تتحرك في قطاع الطاقة، وهذه قطاعات لا تحتاج إلى التكنولوجيا أو البحث العلمي، وقال ان القطاع الخاص يركز على هذه الاعمال بسبب ربحيتها السريعة، ولكن المستثمر الخليجي يذهب إلى نيويورك ولندن وغيرهما من اسواق المال ويستثمر أمواله في شركات لا تعطيه الارباح الكبيرة ولكنه يقبل بذلك، فلماذا لا يقبل بالامر ذاته في بلده؟ وقال ان الشركات الاجنبية الكبرى التي تحصل على أموال المستثمرين الخليجيين تستخدم تلك الأموال في التدريب والتطوير والابداع وهي جميعها تتطلب مصروفات كبيرة تقلل من الارباح، وهذا أمر مقبول في الغرب ومقبول لدى المستثمر الخليجي الذي يستثمر في الغرب، فلماذا لا نغير عقلياتنا ونبدأ باستثمار أموالنا في مشروعات بعيدة المدى تعطينا تنمية مستدا؟ وعلق جناحي بالقول ان البحرينيين بحاجة الى "ثورة في التفكير" لكي تتحول قيادة الاقتصاد الى القطاع الخاص وعلى اساس تنموي مستدام. اسئلة كثيرة طرحها الصحافيون الذين حضروا المؤتمر الصحافي واجاب على بعضها جواد حبيب، مشيرا إلى أن مستقبل البحرين يكمن في نقل قيادة الاقتصاد من الحكومة إلى القطاع الخاص، وهذا ما يهدف إليه سمو ولي العهد من خلال مشروعات الاصلاح الاقتصادي وسوق العمل والتدريب. وقال إن ذلك يتطلب "عقلية جديدة"، ولذلك فإن المجلس الوطني للتنافسية الذي تم تأسيسه الأسبوع الماضي سيأخذ على عاتقه تحديد المقاييس الوطنية للتنافسية من خلال التعاون مباشرة مع منتدى دافوس والمؤسسات الوطنية والاقليمية والدولية الأخرى لكي نعيد الحيوية للمسيرة التنموية ونلتحق بالركب العالمي الذي يتطور اقتصاديا من كل جانب. المؤتمر الصحافي كان مليئا بالافكار اكثر منه بالتصريحات، ولدينا اهداف واضحة وتشخيص للعلات والمعوقات، وما نحن بحاجة إليه هو تضافر جهود الجميع في صوغ الاجندة الوطنية "وثورة في التفكير" لإعادة ترتيب الأولويات وبذلك ندعم الاصلاح الاقتصادي والسياسي