كثير منا لا يزال غير ملم بتاريخ الوجود البرتغالي في البحرين والقلة ان لم تكن فئة الباحثين تحديدا هي من تستهوي قراءة ودراسة هذه الحقبة التاريخية للبلاد ولمنطقة الخليج. فقد كان ينقل الى مسامعنا سابقا عن مسمى قلعة البحرين الحالي بالعامية الدارجة بـ "قلعة البرتغال" وهو الاسم الذي آلفه اهل البحرين لسنوات طويلة بل وتوارثته الاجيال حتى جاء ت فرق التنقيب الاستكشافية والباحثين لترفع الغموض عن حقبة البرتغال واثرهم في البحرين والمنطقة. فقد كشفت المكتشفات الاثرية الحديثة جوانب اخرى من مراحل تاريخ القلعة التي لم تحتضن البرتغاليين فقط بل ذهبت لتشمل الدلمونيين والساسنيين والزنكيين وغيرهم. وفي كتاب "تاريخ النفوذ البرتغالي في البحرين " 1521-1602"". تطرقت فوزية الجيب في دراستها للدكتوراة على احداث حقبة وصفتها بالمبهمة في هذه الفترة من تاريخ البحرين التي كانت واقعة فيها تحت تأثير النفوذ البرتغالي. وهي اهمية تكمن في ان هذه الحقبة توازن القوى العالمية واثرها على الطرق الملاحية ومحطاتها التي كانت آنذاك تعد عنصرا هاما في رفع مستوى التجارة الدولية. وهو ما ركزت عليه الجيب في كتابها من حيث اثر ممالك جنوب اوروبا وتحديدا اسبانيا والبرتغال في طرق هيمنتها على منافذ الملاحة الى الشرق الاقصى وكيفية نقلها توابل الشرق الى الغرب الاوروبي الذي لطالما تعامل مع ذلك بمستوى تعامله مع الذهب. وكان من الطبيعي ان تكون البحرين محط أنظار البرتغاليين نظرا لاهمية موقعها الاستراتيجي في الخليج و مكانتها المرموقة في مجال التجارة. لقد وضعت الجيب دراستها التارخية على خمسة فصول تثير فضول القارىء بل وتحفز الباحث والمهتم في كشف النقاب عن خبايا هذه الحقبة وحقب تاريخية اخرى لها علاقة بالتواجد البرتغالي في البحرين. بحق تاريخنا غني وما علينا سوى بذل المساعي للحفاظ عليه وعلى راسها قلعة البحرين... لننتظر يوم تسجيلها على قائمة التراث الانساني التابع لمنظمة اليونسكو في يوليو/تموز المقبل... على وعسى ان تفي البحرين بوعودها وتنفذ شروط اليونسكو فلم يبقى الا القليل
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 942 - الإثنين 04 أبريل 2005م الموافق 24 صفر 1426هـ
هناك تحريف دائم
دائما يحرف التاريخ ويتم أستبدال أسم قلعة البرتغال باسم قلعة البحرين وتطمس معالم البرتغال الأثرية