التفتت الشعوب الغربية بدرجة كبيرة إلى أهمية المشروعات الصغيرة في رفع المستوى المعيشي للافراد في ظل ازدياد متطلبات الحياة. وقد لا تحتاج هذه المشروعات الصغيرة إلى نوع من التفرغ الكبير لها إذ ربما يتطلب الأمر تخصيص بضع ساعات فقط على شبكة الانترنت لبيع أجهزة مستخدمة في المواقع المخصصة لذلك، أو قضاء وقت في ورشة بسيطة للصناعات اليدوية المنزلية. عند الحديث عن كلمة "مشروع" يظن البعض أنها كلمة ضخمة لا يجب التقرب منها، وقد تشمل مكونات هذه الكلمة الفضفاضة الواسعة جزئيات بسيطة غالبيتنا قادرون على فك طلاسمها بسهولة... شريطة أن يؤتى الفرد منا بعض العلم في التعامل مع تلك المفردات. ان كلمة "مشروع" السحرية ذات رنين جبار، ويعول الكثير من الاقتصاديين عليها أملا في حل مشكلة ارتفاع مستوى الفقر في كثير من الدول وربما هم محقون في ذلك، فالاعتماد على رواتب الوظيفة في توفير نفقات المعيشة لم يعد كافيا، ولن يشكل استقرارا وأمنا ماليا للعائلات وخصوصا التي لا تمتلك اية أملاك أو مدخرات مالية تقيها شر الزمن وأهواله. في الولايات المتحدة أصبحت فكرة إقامة مشروع ذاتي جزءا من الثقافية الشخصية العامة للمواطن الأميركي، ويرجع ذلك إلى القيم التعليمية التي رسخت هذا الجانب في أذهان الصغار من المراحل الدراسية الأولى. وفي البحرين لا نجد هذه المنحى لدى شبابنا وخصوصا حديثي التخرج من الجامعات والمعاهد والذين يملكون أساسيات العلم والمهارة، وطموح واندفاع الشباب. على رغم وجود بنك التنمية الذي يدعم هذا التوجه لهذه المشروعات، ويقدم الخدمات الإرشادية مع نقص الخبرة للمقبلين على هذا النوع فإن المصرف يحتاج إلى دعم أكبر من مؤسسات الدولة والقطاع الخاص... لقد بدأ الوقت للتنمية الحقيقية التي لا تتأتى بجهود فردية أو مشروعات كبرى تعد على الأصابع، فمتى ما أصبحت لدينا مؤسسات تجارية صغيرة ومتوسطة سينعكس ذلك على الاقتصاد وعلى حياة المواطن العادي إذ لم يعد بمقدوره تحمل غلاء المعيشة يوما بعد يوم في ظل محدودية الدخل، وهنا يبرز واجب مؤسسات التعليم في إرساء ثقافة الاعتماد على النفس وخصوصا في مراحل المراهقة ليفكروا بعقلية تجارية، ولكي لا تحرمهم البطالة المرتقبة سني عمرهم
إقرأ أيضا لـ "علي الفردان"العدد 942 - الإثنين 04 أبريل 2005م الموافق 24 صفر 1426هـ