أكد رئيس مجلس إدارة شركة «البحرين للمواشي» إبراهيم زينل أن اللحوم المبردة التي تستوردها الشركة من أستراليا يتم ذبحها وفق الطريقة الإسلامية.

وقال خلال حديثه إلى برنامج «مع الحدث» الذي يبث عبر «الوسط أون لاين» اليوم (الثلثاء) إن «كل شحنة تصل من أستراليا أو من أية دولة أخرى تكون مرفقة بشهادة تثبت أن ذبح هذه اللحوم تحت إشراف جمعية إسلامية».

وفيما يأتي نص الحوار مع زينل:

هناك مخاوف سرت في الشارع البحريني خلال الفترة الأخيرة بخصوص شرعية اللحوم المذبوحة في أستراليا، هل من تطمينات لديكم بخصوص ذلك؟

- بالنسبة إلى موضوع شرعية اللحوم المبردة التي تستوردها الشركة خاصة من أستراليا، سبق أن طمأنا الجمهور إلى أن كل شحنة تصل من أستراليا أو من أية دولة أخرى تكون مرفقة بشهادة تثبت أن ذبح هذه اللحوم تحت إشراف جمعية إسلامية تتأكد من أن الذبح تم بحسب متطلبات الشرع الحنيف.

هذه الشحنات دائماً تكون أيضاً تحت مراقبة وإشراف الحكومة الأسترالية وهي حريصة على ألا تسمح لكل المقاصب أن تصدّر منتجات اللحوم إلا تلك المقاصب أو تلك الشركات والمؤسسات التي تلتزم بمواصفات معينة توافق عليها الجهات الشرعية والجمعيات الإسلامية.

ومن هذا المنطلق، فإن الشركة حريصة على أن تطمئن جمهور المستهلكين إلى أن هذه اللحوم بحسب الشهادات الموجودة أمامنا تذبح بطرق شرعية، وأنها تتوافق مع متطلبات الذبح الحلال. وبهذا الخصوص، سبق أن طلبت وزارة التجارة والصناعة مستندات بخصوص ذلك وقدمناها، وهذه الشهادات متوافرة في مكاتب الشركة لمن يريد أن يطلع عليها، وسبق خلال الأسبوع الماضي أن زار الشركة أحد رجال الدين وقدمت إليه الشهادات.

ولمزيد من التطمين نؤكد للجمهور أن الشركة لا تستورد اللحوم المبردة فقط من أستراليا، بل تستوردها من 4 مصادر مختلفة، وهي: أستراليا وباكستان (وهي دولة إسلامية) والهند وهي تحت إشراف جهة إسلامية أيضاً وإثيوبيا وأيضاً تصدر بشأنها شهادات من جمعيات إسلامية. وقد تثار أسئلة عن سبب استيراد اللحوم المبردة من الخارج، والرد على ذلك يعود إلى زيادة حجم المبيعات بالنسبة إلى اللحوم، إذ أصبحت كميات الأغنام الحية التي نحصل عليها من الأسواق العالمية وخصوصاً من أستراليا، لأنها المصدر الوحيد لهذه الأغنام الحية، لا تفي بحاجة البحرين، فإما أن يكون هناك نقص أو نغطي هذا النقص أو هذا العجز باستيراد اللحوم المبردة، وخصوصاً في ضوء الدعم السخي من الدولة، ما جعل أسعار بيع اللحوم في البحرين هي الأسعار الأقل بالنسبة إلى جميع دول مجلس التعاون الخليج وعلى المستوى العالمي كذلك، فلو حدث نقص سيكون هناك تلاعب وقد تعرض اللحوم في السوق السوداء، هذه الأسباب جعلتنا مضطرين إلى استيراد اللحوم المبردة لأن اللحوم الحية لا تكفي، ولابد من الإشارة إلى أن نسبة اللحوم الحية هي الأكثر استيراداً، ونتوقع خلال شهر رمضان المبارك أن يكون استهلاك مملكة البحرين في حدود 110 آلاف رأس من الأغنام و3 آلاف رأس من الأبقار.

تحدث عدد من علماء الدين عن عدم وجود تطمينات بشأن حلية هذه اللحوم على اعتبار أن الاستيراد يتم من أستراليا وهي دولة غير مسلمة، ولكنكم تحدثتم عن وجود شهادات تثبت أن عمليات الذبح تتم تحت إشراف جمعيات وجهات إسلامية هناك، وخلال الفترة الماضية كانت هناك أنباء عن اعتزام البحرين إيفاد وفد يضم علماء دين وعدداً من الخبراء الشرعيين إلى أستراليا للاطلاع عن كثب على آلية ذبح اللحوم، ولكن في وقت لاحق ورد إلى الصحافة نبأ تأجيل هذه الزيارة، ما سبب ذلك؟

- أولاً، أؤكد مرة أخرى أن فكرة إرسال هذا الوفد مازالت قائمة ولم تلغ، بالعكس نحن نريد مزيداً من التطمينات للمستهلكين وبالتالي كما يقال مشاهدة الشيء بأمّ العين قد تكون كافية لتطمين الإخوة المترددين، ولهذا الغرض وبالتنسيق وبتوجيهات من وزير الصناعة والتجارة تقرر إرسال وفد من 4 مشايخ رجال دين يمثلون الطائفتين الكريمتين، وبالفعل كان هناك اتفاق على إرسال هذا الوفد قبل شهر رمضان المبارك. واستضاف برنامج «مع الحدث» في حلقته هذا الأسبوع النائب سيدجميل كاظم، للوقوف على تفاصيل الوساطات التي كانت بين العلماء ووزارة التجارة والصناعة إذ طالب كاظم الجهات الرسمية بضرورة إرسال وفد من علماء الدين للوقوف على آلية الذبح هناك من أجل طمأنة الناس.

وفيما يأتي نص الحوار مع النائب سيدجميل كاظم:

ما تفاصيل الوساطات التي جمعتكم مع العلماء ووزارة الصناعة والتجارة بخصوص عدم شرعية اللحوم المستوردة وما أُثير عن هذا الموضوع؟

- قضية اللحوم المستوردة من أستراليا، هي مشكلة عالقة من العام الماضي حينما حدث نقص في كميات اللحوم المعروضة في الأسواق وخصوصاً في شهر رمضان المبارك، وهو ما استدعى أن تستعين الشركة بلحوم مبردة تأتي بها جاهزة من البلد الأم والمصدّر لهذه اللحوم وهي أستراليا، فأثيرت في الشارع العام وخصوصاً العلماء الذين وصلتهم كثير من الأسئلة من قبل الناس، ومن هذا المنطلق نحن كوننا نواباً وقريبين من السلطة التنفيذية ومراقبة أدائها كان هناك اتصال بيني مع النائب جاسم حسين وبين وزير الصناعة والتجارة حسن فخرو، وكوني حلقة الوصل بين الوزارة والمجلس العلمائي الذي يتابع موضوع حلية هذه اللحوم والمعني بهذه الأمور، وخصوصاً أنه ترده الكثير من الأسئلة من قبل الناس الذين يثقون بآرائه، جرت مداولات بيننا وبين الوزير عبر الوسيط النائب جاسم حسين، وأنا كوني حلقة الوصل مع المجلس العلمائي كانت المباحثات مستمرة لأكثر من شهرين أو 3 أشهر بشأن ابتعاث مجموعة من الأشخاص وهم 2 من العلماء يمثلون المجلس العلمائي وكذلك النائب جاسم حسين كونه مترجماً، بحيث يتم ابتعاثهم إلى البلد الأم المصدّر وهو طبعاً أستراليا، لأن أي لحوم تأتينا من الخارج في الحكم الأوّلي بالنسبة إلى الدول غير المسلمة أو غير الإسلامية هو حكم يعتبر لحومها غير مذكاة، ما لم يثبت العكس.

الآن وفي ظل الغموض الذي يلف هذه الزيارة التي طلبتموها لأستراليا للوقوف على مدى شرعية هذه اللحوم، ما هو التحرك المقبل لضمان شرعية هذه اللحوم؟

- نحن لا نستطيع أن نطمئن إلى أن هذه اللحوم ذبحت وفق الشريعة الإسلامية ما لم تثبت البينة الشرعية حليتها، هذا أولاً، أما ثانياً فسنطالب وزارة التجارة وكذلك الشركة بضرورة ابتعاث وفد من العلماء للاطلاع عن كثب على طريقة الذبح هناك.