العدد 2893 - السبت 07 أغسطس 2010م الموافق 26 شعبان 1431هـ

رجلٌ صالح في حياتنا

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

هذا الرجل الذي سأتحدّث عنه من «طخ» الشعب البحريني الأصيل، الذي لا يعرف المغالاة ولا التبعيات أو حتى المجاملات، بل معدنه الأصيل مازال راسخاً كجذور النخل.

رجل مجهول الاسم لديكم ومعلوم لدي، قام بالكثير من الإحسان، ولم يطلب من أحد في يوم من الأيّام أي عطاء، بل يقدّم ولا ينتظر الأيادي لتُعطي، وهذا هو جلّ صفات الرجل الصالح.

وعندما نتكلم عن العطاء، فإننا نتطرّق هنا إلى العطاء المادي والمعنوي، فلقد علّمني هذا الرجل كيف لا ننتظر مقابل من أحد عندما نخدم الناس، مهما كانت طوائفهم أو أشكالهم أو عقائدهم.

ذهبت مرّة لأزور امرأة طاعنة في السن، وتفاجأت بأنه عندها من يخدمها وينظّف منزلها ويقضي حوائجها، فأخذت في متابعته، فوجدته يذهب لديها كل يوم ويقوم بهذه الأعمال.

ليس هذا فقط، بل إنه كان يساعد صديقه الضرير، فيذهب إلى المستشفى المجاور في إحدى دول الخليج، حتى يجلب دواءه، كل أسبوع، لم يكل ولم يمل، بل جرّه الواجب الذاتي الذي رسمه لنفسه.

كذلك وجدناه يخدم الأسر الفقيرة، ويحاول مساعدتها، بدون مقابل يذكر إلا جزاء من الرب وشكوراً، فكان العطاء الذي يقدّمه نابع من طيبته وحسن خلقه، ونعتقد بأنّ صفاته هي من صفات الرجال الصالحين.

جميل أن نجد في حياتنا رجل صالح نتبع أخلاقه، وجميل أكثر أن يوجد في هذا الزمان من أمثال هذا الرجل، فنحن أحوج ما نكون هذه الأيّام إلى أمثاله الطيبين.

أتذكر بأنّي احتجت له لمساعدة إحدى الأسر في البحرين، فلم أجده متخاذلاً يوماً، بل قدّم ما لديه وأكثر حتى يساعد هذه الأسرة، ومتأكّدة لو إنّني طلبت منه مساعدة أسرة أخرى، فإنّني على يقين بأنّه لن يتخاذل أو يتكاسل.

حب الناس ليس سهلاً، وإنكار الذات صعب جداً، وتقديم النفس والمال للآخر، لا يستطيع أحد فهمه في بعض الأحيان، ولكن مازال هناك أشخاص يقدّمون الثمين والرخيص من أجل سعادة الآخرين.

هل يوجد رجل صالح في حياتكم؟

بالطبع يوجد، وأنتظر منكم سرد القصص لي حتى أمرّرها على القرّاء الأعزاء، ففي هذه الأيام المباركة قبل رمضان، نحتاج إلى من يذكّرنا بالرجال الصالحين والنساء الصالحات، فهم ركائز المجتمع المدني اليوم.

يا أيها الرجل الصالح الذي أعرفه، كن كما أنت وعلّمني أكثر عن العطاء، وعلّم الآخرين الذين لا يعرفونه ولا يصادقونه، فنحن في هذه اللحظات محتاجون إليك، ونريد أن ننهل المزيد مما تقدّمه.

يكفينا الكلمة الطيّبة والابتسامة في وجه الآخرين، فهما لا تضرّان، بل تعطيان الكثير من الأمل، ممّن انقطع الأمل لديهم، وقد لا نستطيع أن نمد الأيادي بالمال، ولكننا بالطبع نستطيع أن نمدّها بالإحسان.

رجل صالح في حياتنا قد يغيّر الكثير من مفاهيمنا، وقد يجعلنا ننظر إلى الدنيا بمنظور آخر بعيد عن الماديات، فابحثوا عن الرجل الصالح إن لم يكن لديكم في حياتكم هذا النوع من الرجال

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2893 - السبت 07 أغسطس 2010م الموافق 26 شعبان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 3:03 م

      اخوي الزائر 13 بچغŒتني

      صدقني إن دموعي تجري وانه قاعد آعلق على الموضوع. رجّعتني يمكن من 30 سنة وره. نعم آنه بعد كل ما كنت آزور أحّد في السلمانية كنت آجوف هالرّيال الطيّب اللي مادري من أي قرية كان، كان يومية إيزور المرضى يسأل عنهم ويدعي لهم بالشفا ويسلم علينه ويطلع إيروح حق إمرضه ثانيين. أكيد الحين عند ربّه لأن هاذي السالفة من زمان آتذكر أيام مستشفى النعيم قبل السلمانية يعني فوق الأربعين سنه، بچغŒت لأني تذكرت هاذاك الرّيال الطيب، ومازالت الدنيه ابخير وبعد فيهه طيبين مثله و مثل الرّيال اللي اذكرته كاتبتنه العزيزة

    • زائر 13 | 1:02 م

      موضوع شيق

      تقريبا من عشرين سنة أو أكثر شوي كان عمي الله يرحمه مرقد بالسلمانية و أن ازوره كل يوم و في كل يوم يطرق باب غرفة عمي في المستشفى و يدخل رجل من قرية يسلم و يسأل عن حالة المريض و يروح للغرفة اللي بعدها و هكذا و في يوم سألته من أنت و سبب مجيئه في نفس الوقت يوميا قال ( أنا رجل فقير ماعندي شي أقدمه لهالمرضى غير إني أمر كل يوم و أدعي لهم بالشفاء و أمر على المستشفى كله نساء و أطفال و رجال ) صج في ناس للحين طيبين ماغيرتهم الدنيا و قلوبهم بيضة تحب الخير لغيرها مثل ماتحبه لنفسها .

    • زائر 12 | 11:24 ص

      الى استاذة مريم

      لك كل التحية
      موضوعش يثلج الصدر وتدمع اليه العين

    • زائر 11 | 10:40 ص

      إمرأة صالحة

      أعرف إمرأة صالحة تساعد و تخدم القريب و الغريب وعندها عطاء و حب الخير بلا حدود و بدون مقابل سوى أن ترى ابتسامة أو دعوة صادقة لوجه الله .. لكن رأيتها حينما تمر بأية ضائقة أو تصبح مريضة للأسف لا يوجد من يساعدها سوى الله و الإعتماد على نفسها و تظل تشكر الله على كل حال
      شكرا للكاتبة المتألقة مريم

    • زائر 10 | 10:39 ص

      الرجل الصالح هو رجل الشدائد..

      الرجل الصالح هو الذي يترك من خلفه جبل من الحب في قلوب الناس .. و نفرح حينما نرى المواطن الصالح في المكان المناسب سواء كان وزير او مسؤل .. إن الله يحب الصالحين... شكرآ على الموضوع.

    • زائر 9 | 7:20 ص

      ابن المصلى

      متئلقة دائما ياأختي مريم هذه المواضيع تثير في النفس حفيضة الخير للناس كل الناس على اختلاف مشاربهم عن الأمام علي ع يقول الناس صنفان اما اخ لك في الدين او نضير لك في الخلق العطاء ياأختي ليس له حدود فخير الناس من قدم خدمة لأخوانه في الأنسانية نحن نعيش في هذه الفترة الحزن على شباب فقدوا ارواحهم بسبب مرض السكلر البحرين تتأثر الكل في حزن شديد على هؤلاء الشباب اختي مريم ارجو ان تتناولي موضوع مرض السكلر هذه الأيام حتى يكون في ميزان حسناتك علينا ان نقدم لهم ولو خدمة اعلامية الأبتغاء منها لفت الحكومة

    • زائر 8 | 4:45 ص

      الى الأخت مريم الشروقي ...أبو عيسى

      مـــذ التـــحقــتِ بـــركــب الــوســط الـــغـــراء وأنــــا أتــــابــع مـقـــالاتــك فــمــا وجــدت فـــيهــا إلا الـــخيــر الــعظـــيم فــأنت فـــعلاً كــاتبـــة متــــعددة الــــطــرح، ومـــا شـــدّنــي فــــي مــــقالاتــكِ هــــو أنــــها نـــابعــــة مــــن قــلبٍ مـــلـــيء بــالـــحــب فـــهنيـــــأ ً لــــكـــل مــن هـــم مـــن حــولــك مــن أهـــلـك وأحــبــابك هـــذا الــقلــب الـــكبـــير
      وهنــيــأ ً لــنــا نـــحــن بـــكِ كــكا تــبــة

    • زائر 7 | 3:48 ص

      الصالحي

      اعتقد اذا الانسان اعطي شي لوجه الله انما يعطي نفسه لان الله لا يضيع الأجر ابدا الموضوع جميل بس اللي حبيت ابينه هو ليس الواجب علي اصحاب الملاييين فقط اعطاء الفقراء والمحتاجين بل حتي اصحاب المعاشات العاديه واللي اخر الشهر ما يتبقي اليه شي من المعاش هو ايضا مطالب باعطاء القليل وصدقوني اعرف اناس بالكاد تصل رواتبهم 300 دينار ويصرفون علي كذا شخص بس الله مبارك في هذا الراتب بسبب استقطاع جزء بسيط من راتبه ولو القليل لان هذا القليل يسد حاجة احد المحتاجين فتبرع ولو بالقليل لان الحسنة بعشر امثالها عند الله

    • زائر 6 | 3:31 ص

      فيه كثيرين

      يوجد كثيرين من من يساعدون في السر و العلن والمشكلة عندما يعرف الرجل انه من المساهمين الخيرين تنهال علية الاتهامات بل حتى يقال عنه سارق المشكلة عندما يعطي البعض لا يحمد ربه ارى والدي و ما يفعله و ارى القوم و بعضهم ولا اعني جلهم قال قائل هذا يعمل لمصلحته و ذاك يقول لم يساعدني والقائمة تطول انا شخص لن اكون مثلي والدي لاني لا اساتطيع تحمل الناس ومشاكلهم مثل والدي الخدمة بالمجان و المساعده للجميع ولكن ما اره من البعض يصبني بالغثيان فاكره العمل التطوعي

    • زائر 5 | 3:02 ص

      00

      اعرف رجل صالح فهو قريب مني جدا اراه كل يوم لذلك لم افكر يوم بأن الدنيا تخلوا من الرجال الصلح فهو كالشمس في عطاءه لاينسى اهله ولا والديه بل حياته مكرسة لهم لايرد اصدقائه حتى لو كان في اقسى ظروفه قلبه واسع جدا وبعطاءه اللامحدود على اهله آمنت على نفسي من خطوب الدنيا لااذكر عاش يوما هم نفسه بل كان مزحوم بهموم من حواليه بالحق زوجي رجل والرجال قليل
      ام علي

    • فيلسوف | 2:21 ص

      اختي سترة نور العين صباح الخير وتحياتي القلبية لك وللجميع

      صباح الخير للجميع وبالاخص اختي
      العزيزة سترة نور العين واقدم شكري للصحفية
      اللي دائما وابدا متألقة ومبدعة
      بالنسبة للنقطة اللي ذكرتينها سترة نور العين من خلال الوقوف
      لتوصيل النساء بادرة طيبة وممتازة منك لاكن
      اوقفي للناس اللي يدخلون احساسش على
      اساس ان الزمن الان تغير وكثرة فيه الجرائم ولا
      تنسين بان بعض الناس الله يستر عليهم الله يعلم
      شنو مسووين قبل ركوب السيارة وحتى لا تقعين
      في مشكله انتي في غنى عنها عليك بالابتعاد
      اذا كان الاحساس مشكك في فلانة وبالتوفيق

    • سترة نور العين | 1:06 ص

      موضوع شيق مع جزيل الشكر

      هذا الزمن نادرا جدا تلاقي ناس بهذه الوصفات الطيبة

      الواحد اللي يبحث عن الثواب والأجر تلاقيه ما يتعب ابد من العطاء لأنه على يقين بأن هذا المردود سيرد له في الأخره ولا ينتظر منه في الدنيا

      الله يجازية ويجعل أعماله في ميزان حسناتة

      جتني أيام اقف للنساء اللي يريدون توصيل بالسيارة إلى مكان محدد وأخدهم معي واتلقى منهم الدعاء اللي تحس به بأنك محتاجة لكن مع الأسف تركت هذا الشئ بسبب بعض النساء اللي نسمع عنهم بأنهم يتهمون الواحد بالسرقة وغيرها لكني سأحاول إعادة المحاولة

    • زائر 4 | 12:59 ص

      كلام يثلج الصدر ولا زالت الحياة بخير

      إنه لجهد مشكور للكاتبة التركيز على هذا النوع النادر من الناس الذي يتحلى بأعلى القيم قيم الإنبياء والأوصياء والصالحين ولنا في أسوة في رسول الله وفي تلامذته وذريته فيما يذكر لنا التاريخ عن الإمام علي والإمام زين العابدين ع بحيث أن الفقراء والمحتاجين لم يعرفوا أن من كان يساعدهم هو الإمام إلا بعد وفاته افتقدوا ذلك الرجل الذي يتواردهم بالعطاء ليليا دون أن يعرفوه
      جزاك الله خيرا وعسى أن يجعل من سرد قصة هذا الرجل دافعا للبعض بالاقتداء به وفق الله الجميع

    • زائر 3 | 11:47 م

      والرجال قليلُ!!

      الأستاذة مريم، موضوع رائع و ونبيل حيث ان عمل الخير (إخلاصا لوجه الله تعالى) قد قلّ بل ربما تلاشى من حياتنا حيث الغالبية تطلب ثمنا (أيا كان) على كل خدمة يؤديها مهما صغرت، بقراءة مقالك، تذكّرت احد الأشخاص ممن لا اعرف اسمه، يقوم بذرع شارع البديع بطوله جيئة وذهابا ويقوم بتوصيل الواقفين بانتظار باص او تاكسي وخصوصا في وقت الهجير والصيف القائظ، حتى انني ركبت معه فوجدته وكأنه ممتنٌ لي وشاكر لأنه سيقوم بتوصيلي وقد كان مرحا و لطيفا طوال وقت الرحلة التي استغرقت 25 دقيقة .. والرجال قليلُ!!

    • زائر 2 | 11:21 م

      بهلول

      عزيزتي مريم : أعرف رجلاً بل عائلة تملك و تملك و تملك في وسط المنامة و في ربوع البلاد الأراضي و المجمعات و المقاولات و و و ، إستأجرت منهم إمرأة قبل حوالي 7 سنوات محلاً بإيجار شهري 200 دينار إستغلته لمدة 3 أشهر فقط وتركته لعدم إلتزامهم بكافة شروط العقد ، في غفلة منها استصدروا حكماً قضائياً يلزمها بإيجار أكثر من سنتين ، دفعت لحد الآن أكثر من 4 أضعاف إيجارات الـ3 أشهر المستحقة عليها.
      المرأة كبيرة و مهددة بالسجن والإبتزاز ، و الطماع غير مكترث !

    • زائر 1 | 10:00 م

      الى متى

      ومن أين نأتي بالابتسامة بعد أن غابت إلى غير رجعى وهل نستطيع أن نجلب الابتسامة لأهالي مرضى السكلر الذين فقدوا نتيجة الإهمال الناتج عن عملية التجنيس السياسي والآف والخريجين الذين خطف المجنسون فرص عملهم وعشرات الآلاف الذين ينتظرون السكن بينما تبنى المدن للمجنسين والذين يعتقلون على خلفية الفوضى التي تحدثها عملية التجنيس الكبرى أم على القضاء على هوية البحرين وتراثها

اقرأ ايضاً