لم يكن أحد يتمنى خروج منتخب الشباب لكرة اليد خالي الوفاض من دون تحقيق بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة، على الأقل تكملةً للإنجازات المتتالية التي تحققها حاليا كرة اليد البحرينية بتأهل المنتخب الأول لنهائيات السويد، ومن بعدها الناشئين لمونديال الأرجنتين، وأخيرا محافظة منتخب المدارس على الميدالية الذهبية التي حققها السنة الماضية في دورة الألعاب العربية وللموسم الثاني على التوالي، لكن حدث ما لم يكن بالحسبان، وخرج المنتخب من المنافسة على إحدى البطاقات الثلاث المؤهلة، بل وعجز عن تحقيق ولو انتصار واحد فقط، في حالة نادرة الوقوع لمنتخب كرة يد في أية تصفية آسيوية.
وكما لكل نجاح أسبابه، فإن للإخفاق مسبباته أيضا، وهنا مازال الجميع بانتظار التفسير المقنع الذي من الممكن أن يسوقه رئيس الاتحاد كرئيس للوفد مطلع على الوضع بتمامه، أو حتى مدرب الفريق وإدارييه، سيما وأننا لم نشاهد أي لقاء للمنتخب عبر المحطات التلفزيونية، ولم نكن قريبين جدا من معسكر الفريق بايطاليا لنضع الحكم الصحيح في هذا الإخفاق، غير أن الإمكانات التي وضعت أمام الفريق قبل البطولة والشكل الذي تحصل عليه الفريق كطريقة إعداد للبطولة تفرض السؤال، وخصوصا مع الأخبار والمعلومات التي تناقلها الكثيرون هنا في البحرين عن وضعية المنتخب في معسكره الإيطالي، والتفاصيل التي حدثت قبل دخوله معترك المنافسة، وإحداث بعض اللاعبين للمشاكل التي كان يجب أن يقف أمامها الاتحاد بالمرصاد مع علمه بها ووجود الدلائل عليها، من دون الالتفات إلى أهمية محدثها، لكن ذلك سيكون مفيدا ودرسا للمنتخبات الأخرى.
لا نريد أن نقسو أكثر، ولا نريد أن نبكي على اللبن المسكوب، على رغم تأكيدنا أن اللاعبين يتحملون الجزء الأكبر في هذا الإخفاق بتهاونهم الكبير أمام الإمارات، لكن على هؤلاء أن يبرهنوا في المستقبل والاستحقاقات المقبلة رغبتهم في دخول التاريخ وأن حادثة طهران لم تكن إلا كبوة جواد قادر على النهوض مرة أخرى، فيما على الاتحاد دراسة الإخفاق، من دون أن يكون ذلك عقبة في طريق عمل المنتخبات الأخرى.
تحية للجيل القادم
في مقابل ذلك، لا بد لنا من تحية اللاعبين الناشئين، أبطال عرب المدارس وثالث القارة الآسيوية، فلم يكن فوز منتخب البحرين للمدارس وليد الصدفة ولم يكن كذلك تأهل المنتخب، بل هي الحقيقة عينها التي تؤكدها قوّة سواعد اليد البحرينية في المحافل الخارجية، إذ لم يكن أحد مستغربا من تحقيق هذا المنتخب الفوز على كلّ المنتخبات وتحقيق البطولة بكلّ جدارة واستحقاق، محققا الفوز في كل مبارياته.
هذا الفوز المدرسي وباعتباره جاء بغالبية لاعبي منتخب الناشئين، وفي دورة شاركت فيها المدارس بمنتخبات الناشئين التي شاركت في البطولة الآسيوية للناشئين على أقل التقادير السعودية والكويت، كان ردا صارخا على المستهدفين لكلّ منتخب بحريني، وكان دليلا أكّد قوّة المنتخب وأحقيته بالتأهل إلى كأس العالم، ولاسيما أنه افتقد في هذه الدورة المدرسية بعض اللاعبين الأساسيين الذين شاركوا في التصفيات الآسيوية.
ليس الحديث هنا إلا للتأكيد للجميع من أنّ سواعد اليد البحرينية قادرة على تحقيق المعجزات إذا ما أبعدت الحواجز المعروفة، وخير دليل هو تحقيق منتخب المدارس البطولة وهو ذاته الذي حقق إنجاز التأهل لنهائيات الأرجنتين للناشئين، يضاف إلى ذلك سيطرة الأندية البحرينية لبطولة الأندية الخليجية.
لقد برهنت كرة اليد البحرينية أنها «ولاّدة» وقادرة على مواصلة الإنجازات طوال السنوات، يوما بعد يوم نكتشف أن البحرين تعد من أبرز الدول الخليجية التي تزخر بالمواهب الرياضية التي لو تحصّلت على الرعاية فقط لوصلت إلى العالمية، ليس فقط في الألعاب الفردية كما يتصور البعض سهولتها، وإنما الألعاب الجماعية التي برهنت خلال أقل من شهور أن البحرين زاخرة بمن هو قادر على رفع راية الوطن عالية من دون اللجوء إلى أساليب أخرى كالتجنيس الرياضي، وهي بانتظار التفاتة بسيطة فقط من المعنيين، لكي تحقق ما عجزت عنه الأجيال السابقة، فقط اهتمام.
إقرأ أيضا لـ "محمد مهدي"العدد 2889 - الثلثاء 03 أغسطس 2010م الموافق 21 شعبان 1431هـ