درء المخاطر والاستعداد لها من أوليات الخطط أو الرؤى المستقبلية للدول المتقدمة، خاصة من تكون له رؤية لسنوات طويلة أو استراتيجيات لمدة 20 عاماً كبلدنا، فمعظم خبراء البيئة أو ناشطيها يكتبون أو يصرحون عن خطط للتصدي للكوارث البيئية، فمنهم من يعبر ويحذر من طبقة الأوزون ومنهم من يشهر قلمه محذراً من البراكين وآخر من الفيضانات الذي سوف نركز عليه في هذا المقال لما له من أهمية كبيرة في بلدنا، وقمم تحذر من ارتفاع في درجة حرارة الأرض وتبقى التحذيرات مستمرة من غير معالجة إلا ما قل وندر في بعض الدول التي تهتم بأمور شعابها.
ما أردت تحليله، والذي عبر عنه في رؤية البحرين للعام 2030 هو «إنشاء بنية تحتية ذات معايير عالمية تعزز من مزايا البيئة الاستثمارية للبحرين وتربطها بالاقتصاد العالمي»، وهذا لن يتحقق إن لم نستعد له من الآن والذي يعتبر حلاً جذرياً لما أردنا مناقشته في موضوعنا هذا «الفيضانات» التي بدأنا بالتخوف منها ونحذر من حدوثها، بسبب أن البحر يحيط بنا من جميع الجهات - يذكرنا بسنة المد قبل 20 عاماً الذي ارتفع فيه منسوب مياه البحر فوق المعدل بشكل بسيط ووصلت لبيوتنا وشردت بعض العائلات من منازلها - وكان في ذلك الوقت لم يتم دفن البحار بهذا الشكل المهول، كما هو حاصل الآن لدفان الأراضي بهذا الحجم الكبير الذي لم يتوقف لحد الآن.
نبدي قلقنا من قضية الفيضانات بسبب التحذيرات الدولية من ارتفاع منسوب مياه البحر وعدم معالجة الخدمات، حيث بدأ الناس يستشعرون ويتلمسون سوء الخدمات عندما تسقط علينا أمطار موسمية قليلة، فتلاحظ غرق المناطق والشوارع بالمياه، فكيف سيكون الوضع لو حبانا الله بأمطار غزيرة فوق المعدل أو ارتفع مد البحر فوق معدله كما توحي بعض الدراسات؟
للإجابة على هذا السؤال المهم، نرفع بتوصيات مهمة تتضمن مطالب الناس بتحسين شبكات المياه وتنظيف مواسير المجاري بشكل منظم أو تغيير الشبكة بالتوازي مع إصلاح الطرقات كي تتدفق المياه من خلالها بشكل صحيح، فالتنمية الشاملة التي تشهدها المملكة، يجب أن تشمل جميع الخدمات، لا التركيز على بعضها وإهمال البعض الآخر، لأنه لم تعد الشبكة الموجودة صالحة للاستعمال لرؤية البحرين، ومواكبة المشاريع الضخمة التي يخطط لها جلالة الملك.
ما دفعني للكتابة عن موضوع الفيضانات هو ما شاهدناه لهذه الفيضانات التي اجتاحت باكستان وراح ضحيتها أكثر من 1500 قتيل حسب ما تناقلته وكالات الأنباء قبل كتابة هذا المقال، ونبع الخوف أيضاً بما نلحظه وبما تشهده البلاد من تجمع للمياه أثناء هطول الأمطار الموسمية القليلة، بسبب عدم تدفقها بشكل سلس نتيجة الأعطاب والتلفيات في شبكات الصرف والطرقات؛ فالبلديات تقوم بشفط هذه المياه بواسطة الشاحنات بشكل بدائي، هذا من جهة، فتغرق البلاد بهذه المياه ويتشرد الناس، والطرقات تمتلئ بالماء لفترة من الزمن، وتتجمع الحشرات والبكتيريا والطفيليات التي تتوالد بشكل سريع؛ ما يسبب في انتشار الأمراض المعدية كالكوليرا والحمى والطاعون وقد يؤثر على الصحة العامة للمجتمع، كما أن بلدنا تعتبر من الدول المهددة بالغرق أو بارتفاع منسوب مياه البحر؛ فالبحرين من بين خمس دول في العالم مهددة بارتفاع منسوب مياه البحر، بحسب الممثل المقيم للأمم المتحدة سيد آغا إذ يقول: «إن 75 في المئة من أراضي البحرين مهددة بارتفاع منسوب مياه البحر بعد 100 عام من الآن»، إضافة إلى مصر وجيبوتي، وتأتي قبلهما بنغلاديش الأكثر تعرضاً من بين دول العالم.
بعد ما تنبأ فريق من الباحثين البريطانيين والفنلنديين بأن منسوب المياه بالبحار سوف يرتفع بحلول نهاية القرن الجاري بمعدل 1.5 متر مقارنة بالوقت الحالي بدأ حرصنا وخوفنا يزداد، وطبقاً لبعض الباحثين بعرض نتائج الأبحاث الحاصلين عليها من الدراسات بالمؤتمر السنوي للاتحاد الأوروبي للعلوم الجيولوجية المنعقد مؤخراً بالعاصمة النمساوية (فيينا)، حيث قالت جيفريجيفا، وهي أحد أعضاء فريق البحث العلمي المذكور: «إلا أنه مع نهاية القرن (الجاري)، فإننا نتوقع أن يرتفع منسوب مياه البحر بمعدل يتراوح بين 0.8 و1.5 متر».
وتتابع قائلة: «إن الزيادة السريعة (بارتفاع منسوب مياه البحر) خلال السنوات المقبلة مرتبطة بسرعة ذوبان الطبقات الجليدية».
لهذه الأسباب نقول، لماذا لا يتم إنشاء مركز لمواجهة الكوارث في البلد؟ ومن جهة أخرى نرى البلدان الفقيرة كالهند ومعظم دول المغرب العربي وشرق آسيا لديها شبكات طرقات وصرف للمياه متطورة، ودولنا النفطية التي تعتبر من أغنى البلدان متخلفة في هذا المجال.
فمن المسئول عن ذلك؟
وأين يكمن الخلل؟
وفي أين تصرف الأموال؟
نحن نكتب من أجل الإصلاح وتحسين الوضع، وننادي ونرفع التحذير للحكومة بدراسة هذه القضية أو غيرها من القضايا المهمة والملحة، ونشحذ تفكيرنا من أجل الصالح العام، لا من أجل أن نزيل الاحتقان من نفوس الشعب أو نعمل كمسكنات بالتعبير عن ما يجول في خواطرهم، فجفون الناس غير مغلقة فهي تلمح سوء الخدمات وتتذمر منها كل يوم. فأفيقوا وتصدوا لقضايا ومشاكل الناس إن كنتم فاعلين.
إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"العدد 2889 - الثلثاء 03 أغسطس 2010م الموافق 21 شعبان 1431هـ
خطأ آخر
كما أنه من المعروف أن أكثر الدول مواجهة لخطر الغرق بفعل إرتفاع منسوب مياه البحر هي الدول الجزيرية الصغيرة و الأراضي المنبسطة و تأتي في المقدمة جزر المالديف .. أعتقد أن هناك لبس بشأن مصر و بنغلاديش قد يكون سيد آغا قاصداً لأمر آخر و أسيئ فهمه
خطأ بسيط
إرتفاع منسوب المياه بفعل التغيرات المناخية ليس له علاقة بشبكات الصرف الصحي فهذا موضوع و ذاك موضوع آخر
والعكس هو الصحيح
ما تقوله يا استاذ نرى العكس في التطبيق سواحل تدفن بغير حسيب ورقيب مجازر نخيل واخرها نخيل السنابس مع الاسف بمساعدة نواب من الوفاق خدمات لمناطق الجزر والمدن والمنتجعات الجديدةمثل درة البحرين وجزر امواج ومناطق شمال المنامة لاصحاب الملايين على حساب المناطق الشعبية كمدينة المنامة والمحرق وقرى البحرين و هذه الرفاع بحالتها وسمادتها في الاحياء الشعبية تدمير واضح لخليج توبلي ، والله بصراحة نقراء في الصحف ونسمع ونرى في شاشة العائلة العربية حشد من الاعلام عن انجازات خدمية كثيرة والواقع عكس ذلك تماما
البيئة والبحر والاراضي عليها السلام
نشكر الاستاذ احمد على هذا الموضوع البيئي
لاكن يا استاذ لا توجد عندنا الان بيئة طبيعية لان
البحار واندفنت والاراضي انسرقت وحتى الهواء
اللذي نتنفسه اليوم اصبحت بفلوس والبيئة مع
آسفي الشديد انتهت في البحرين خلاص البحار
كلها بتندفن واقترح ان يتغير اسم البحرين بالاول
كان بلد المليون نخلة وسرعان ما اصبحت بلد
المليون مجنس ... والله يعطيك العافية وتحياتي
حسافه يالبحرين
خبرك عتيق يا أبو يوسف, ترى البحر دفنوه