العدد 2402 - الجمعة 03 أبريل 2009م الموافق 07 ربيع الثاني 1430هـ

الحظ هو من يصنع النجومية

«سوبر ستار» و «ستار أكاديمي» الشهرة قد تنتهي مع نهاية حلقات البرنامج

اليوم بات بمقدور أي شخص عادي، كان مشاهدا أمام شاشات التلفزة لسنوات وسنوات، أن ينتقل ليعيش النجومية بطريقة أو بأخرى، ولا يتطلب منه الأمر أكثر من بوادر موهبة فنية، وليس بالضرورة موهبة حقيقية واضحة، بالإضافة إلى بعض الحظ لتقبل به لجنة الحكام وتؤهله للجولة التالية، وطبعا سيحتاج قبولا غير مشروط بأن تخترق الكثير من خصوصيات حياته ما لم يكن غالبيتها.

والطريق إلى هذه النجومية سهل جدا، مسابقات الأغاني والمواهب، التي بدأت موجتها باكتساح الشاشات العربية قبل عدة سنوات، التي كان من أشهرها برنامج «ستار أكاديمي»، وبرنامج «سوبر ستار» بأجزائهما.

غير أن النجومية التي حصل عليها الكثيرون من خلال اشتراكهم في هذه البرامج لم تمكنهم من الاستمرار الحقيقي والدائم في الساحة الفنية، فكثيرة هي الأسماء التي صوّت لها الناس أثناء التنافس في البرنامج بالملايين، وغالبية هذه الوجوه اختفت بعد فترة قصيرة من نهاية الحلقات، من دون أن ننفي أن بعضهم تمكنوا من استصدار أغنية أو أكثر، وآخرين كانوا محظوظين فتمكنوا من إصدار ألبوم، والأوفر حظا طبعا، وهم قلة جدا في هذه المجال، استطاعوا أن يستمروا لمدة أطول وأن يحققوا نجاحات في عدة ألبومات وأعمال.

غير أن السواد الأعظم من المشتركين في برامج مسابقات الأغاني والمواهب التي تعتمد أسلوب «تلفزيون الواقع»، لم يتمكنوا من الظهور لمرة أخرى على الشاشات إلا مصادفة.

فعلى رغم أن حكام ومتتبعي برنامج «سوبر ستار» تنبئوا في أحد أجزائه للمشاركة شهد برمدا بمستقبل واعد، بسبب تميز صوتها وأدائها، فإنها اختفت عن الساحة الفنية تماما بعد فترة قصيرة من نهاية البرنامج، في حين ظهرت بعض الأعمال وحققت نجاحا كبيرا للبعض، مثل سعود أبوسلطان الذي أنجز بعض الأغاني وأصدر بضعة ألبومات، وشارك في عمل سينمائي، إلا أنه لم يحقق ما كان متوقعا له، فاختفاؤه عن الساحة الفنية لفترات طويلة جعلته من المغنين الأقل شهرة على الساحة الفنية حتى بالمقارنة مع نجوم مشابهين له بوسيلة إدخالهم إلى عالم الفن (برنامج مسابقات).

في مقابل غياب الكثير من الأسماء أو تراجع ظهورها، نجد أن الفنان اللبناني ملحم زين، حقق ما لم يحققه أي مشارك آخر في برنامج «سوبر ستار» أو غيره من البرامج المشابهة، فهو حاضر على الساحة الفنية بقوة من لحظة خروجه من البرنامج، وإخلائه الساحة للتنافس ما بين رويدا عطية من سورية، وديانا كارزون من الأردن.

وعلى رغم أن الأخيرتين وصلتا إلى مراحل أكثر تقدما من ملحم زين، فإنهما لم تتفوقا عليه بعدد الأعمال والنجاحات، من دون أن نغفل أنهما صنعتا لاسميهما مكانا في مجال الغناء خلال السنوات الماضية.

هذا كان عن «سوبر ستار»، أما «ستار أكاديمي» (الذي مازال يحصد الانتقادات) أكثر مما يحصد من نجاحات، فإن فشل عدد كبير من مشتركيه، وتحولهم إلى مصدر رزق لمجلات الفضائح وثرثرة المواقع الإلكترونية، بدأ يؤثر في استمرارية البرنامج نفسه، فلقد كان من المتوقع أن يتم إيقاف البرنامج لهذا العام، بسبب عدم توافر راعين رسميين للبرنامج، الذي بدأت الناس تمله، وتمل الأصوات الملصقة بالفن الناتجة عنه، من دون أن نغفل أن بعض شركات الإنتاج الفني الرئيسية في العالم العربي حاولت أن تستثمر بعض الوجوه التي اشتهرت في هذا البرنامج، لتقدمها إلى المشاهدين على أساس أنها أسماء وأصوات مميزة في ساحة الفنية العربية، إلا أن الحظ لم يحالف هذه الأصوات في كل ما قدمت، وكثر هم من فسخوا عقودا كانوا قد أبرموها مع جهات إنتاج موسيقي.

ولعل أحد أكثر الأمور التي تسببت في فشل البعض ووقوعهم في بعض الزلات، هو أن برنامج «ستار أكاديمي» تعامل مع مشاركيه وقدمهم على أساس أنهم يمثلون ما يسمى بـ «الفنان المتكامل» أو الفنان «المتعدد المواهب»، فهو يغني ويمثل ويقدم استعراضات راقصة، ويجيد كل ما يتعلق بالترفيه على الشاشات، وهو الأمر الذي تسبب في فشل البعض عند مواجهة كاميرات السينما التي لم تستطع إخفاء قلة خبرة البعض في هذا المجال، مثل فيلم «بحر النجوم» الذي شارك فيه التونسي أحمد الشريف، ولم يحقق ربع ما كان متوقعا له.

وسواء أكانت الوجوه التي شاركت موهوبة فعلا أو تتصنع الموهبة، فإن الحظ والدعم من قبل منتجين وفنانين كبار، هو من صنع ما صُنع من أسماء، وهو ما أفشل الكثيرين ممن كانوا يستحقون الاستمرار والنجاح.

العدد 2402 - الجمعة 03 أبريل 2009م الموافق 07 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً