العدد 937 - الأربعاء 30 مارس 2005م الموافق 19 صفر 1426هـ

"ما يصحش يا سوسو"

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

تحاول مملكة البحرين أن ترسخ في سياستها العامة أركان المملكة الدستورية المنشودة، إلا أن البعض في البلاد وفي مختلف المحافظات يريدون عكس ذلك تماما، وهؤلاء يريدون دولة "طلبتك عطيتك" كما يقول الشيخ إبراهيم بوصندل، و"سير ونحن من ورائك يا غضنفر".

صديقي "س" يسكن فريج بن هندي وهو طيب القلب، إلا أن "البشمرغة" تحوم حوله كثيرا ويبدو أنها استطاعت التغلغل لفكره والتأثير على خلايا مخه، فأصبح ملوثا بداء "البشمرغة" اللعين من نفاق ومجاملات وتقلب وجوه، ومزايدة على جراحات الناس في نطاق مسئولية منطقته، وأضحى من عاشقي "الترزز" أمام عدسات الكاميرات! وتناسى صديقي العزيز "سوسو" - غدا اسمه سوسو لأنه اصبح كعارضات الأزياء يقفن أمام عدسات المصورين بلا حياء أو خجل - وطغت شخصية "سوسو" عارضة الأزياء على كل جانب من شخصيته، وعلى معظم مجريات سلوكه اليومي في العمل، وأصبح يلجأ لفرقة "حسب الله" عوضا عن الدستور والقانون الذي ينظم عمل مؤسسته.

أصبحت المؤسسة التي يعمل بها مؤسسة خاصة! يطرد من يشاء "وآخرهم عضو بلدي منتخب" ويقرب إليه من يشاء، والأصل أنها مؤسسة حكومية، وأقول له: يا سوسو "ما يصحش" ولكن حبه للظهور أمام عدسات المصورين من جهة وبشمرغيته من جهة أخرى، وهي بشمرغية دواعيس فريج بن هندي، تشهد على نفاقها، وتعرفها جيدا! إلا صديقي "سوسو" لا يريد أن يعرف أن الناس في "ضيعته" يعرفون ذلك الأمر، أو أنه يعرف ولكن ما في اليد حيلة!

وفجأة يقرر "سوسو" أن يبني مشروعا ضخما بمعاونة بعض الجهات صاحبة الكرامات، وهي جهات تذبح على عتباتها الكرامة الإنسانية ذبحا من الوريد إلى الوريد، ويرتكز "سوسو" على تأييد البشمرغة التي تطبل وتزمر له، ولكن البشمرغة اليوم منقسمة على نفسها، بين مؤيد له ومؤيد للغضنفر الجديد، تعرفونه "المستر" أبو عنتر، الذي يقوم، بمناسبة ومن دون مناسبة، بتوزيع البيانات والمانشيتات على الصحافة، وهذا "المستر" قصته غصة أخرى في حلق أهل المحرق.

المهم، أن "البشمرغة" منقسمة، ولكن بحنكتها ونفاقها، تستطيع توزيع الأدوار فيما بينها، فإن هي حضرت مجلس "سوسو" انتشت طربا معه ومارست أدوار الرفع والكبس التي يؤديها لاعبو الكرة الطائرة، ولا ننس فهي تقوم أولا بعملية الإرسال "السلف" "بكسر السين" وإن حضرت مجلس أبوعنتر فارد العضلات كشرت عن أنيابها وزايدت على وطنية "الباكر" ونضال الشهيد محمد "بونفور"، وتقوم بتصوير "أبوعنتر" وكأنه قائد نضال وطني حر... فأهلا بالقادة الوطنيين الثوار.

"البشمرغة" ما فتئت تناضل في أسواق النخاسة، تبيع ولاءاتها بحسب العرض والطلب، إلا أن صديقي "سوسو" يستفيد مما تقدمه البشمرغة من توزيع البيانات والبلاغات المطبلة والمزمرة في برد الشتاء وحر الظهيرة، في المقاهي الشعبية باللسان أو من خلال استخدامها تقنية "المسجات" الحديثة، و"سوسو" يستخدمهم كاستخدام الرقيق أيام الفراعنة، ويبني مجدا من ورق على أحلام المساكين متوسلا شاعرا وقلما و"أبولسانين" وكلبشات، ويحلم مع رجالاته، وكأن الرجولة انتفت عند الآخرين ممن لا يعودون مجلسه، يحلم بمملكة في منطقة نفوذه، يوزر فيها رجالات "الضيعة" و"أبضايات" الحي ولوردات "الزغرطات" النسائية.

وفي يوم الانتخابات خرج أهالي "الضيعة" ليدلوا بأصواتهم في الصندوق الأزرق وضجت الجزيرة الوادعة بجلبة سياسية لم تعهدها مذ ثلاثة عقود؛ إلا أن قرار الزعيم بعودة الجموع السائبة، إلى ماضي عهدها مع الخضوع والركوع لقرارات السلطة النافذة، وتناسى "سوسو" انه يعيش ويفكر في غير عصره، انه عصر الديمقراطيات والشعوب وليس "الابضايات"، إنه عصر الحريات وليس العنتريات، والناس تصرخ: إلى أين تقودنا يا "سوسو"، فيرد عليهم: إلى حظيرتي أنا راعيكم يا "..." فهل تقبل تلك الجموع العودة إلى الحظيرة أم ترفض!؟ الإجابة في 2006! وهنيئا لنا الديمقراطية التي حولها "سوسو" المحرق إلى ديموخرافية، أما كيف؟ فهذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 937 - الأربعاء 30 مارس 2005م الموافق 19 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً