شهدت منطقة البلاد القديم تنظيم «مهرجان اليتيم الثالث» يوم الأربعاء الماضي احتفالا بمناسبة بـ «يوم اليتيم العالمي»، بمشاركة الفنانين البحرينيين محمد ياسين وعادل شمس، مع عائلات الأيتام وكافليهم.
المهرجان نظّمته «جمعية الزهراء لرعاية الأيتام»، في ساحةٍ مفتوحةٍ وسط المنطقة، وتضمن مسابقات وألعابا شعبية ومسرحية وأوبريتا، مع إجراء فحوص طبية مجانية لأكثر من 500 من المشاركين من مختلف الفئات العمرية، إلى جانب توزيع أكثر من ألف هدية على الأطفال والأيتام.
المهرجان كان يهدف إلى خلق حالةٍ من التواصل والانسجام بين اليتيم والمجتمع، حتى لا يشعر بأنه مختلفٌ عن بقية أقرانه، ورسم البسمة على محياه، وهي رسالةٌ نبيلةٌ تُحسب للجمعية وللقائمين عليها.
في المهرجان اكتشفنا أن الجمعية أعطت اليتامى المسجلين لديها، بطاقة ممغنطة معبأة شهريا بمبلغ 10 دنانير تتيح لليتيم شراء حاجياته من إحدى الأسواق الرئيسية، وربما تكون هذه الخدمة هي الأولى من نوعها لأيتام البحرين.
هذه الجمعية انطلقت رسميا منذ سنوات، ولها برامج ومشاريع معروفة ومنشورة ومعلن عنها على رؤوس الأشهاد، وحظيت بالكثير من الاستحسان والدعم خصوصا لأنها كانت تحت إشراف عالم دين معروف، وخطيبٌ مفوّهٌ صاحب كلمة، وهو الشيخ محمد حبيب المقداد.
الجمعية كانت تعلن عن برامجها ومشاريعها في الصحف وفي اليافطات الكبيرة على ناصية الشوارع، وكانت وزارة التنمية الاجتماعية التي رخصت لها، على علمٍ تامٍ بذلك. لكن السياسة كلما دخلت أمرا أفسدته كما قال الشيخ الإمام محمد عبده رحمه الله. وهكذا تم تصوير برامج ومشاريع هذه الجمعية الأهلية الخيرية إلى جهةٍ مشبوهةٍ. وحاول بعض الكتبة الكذبة، أن يغرّروا بقرائهم عن طريق الإيحاء بأن هذه الأموال تُستخدم لتمويل جهات خارجية، للإيحاء بأنها تساند منظمات إرهابية، وبالتالي تكون تهمة تمويل الإرهاب جاهزة ومفصّلة بالمقاس المطلوب.
الجمعية «اسمها فيها» كما نقول بالعامية، فكانت تهتم برعاية أعدادٍ من الأيتام في داخل البحرين وخارجها، وبالتحديد في ثلاث دول: العراق ولبنان وأفغانستان. وهي تجمع ما تتلقاه من مبالغ ماليةٍ من أهل الخير وتبعث بها لهؤلاء الأيتام على دفعاتٍ متباعدةٍ، توفيرا للوقت والتكاليف.
لست عضوا في الجمعية، وإن كانت عضويتها أو عضوية أي جمعية مماثلة، سنية أو شيعية، شرفٌ لمن يحملها، ولكن في إطار اهتماماتي بالعمل التطوعي والجمعيات الخيرية، أتابع أخبارها بين فترةٍ وأخرى، وآخرها المهرجان الذي أقيم قبل يومين في البلاد القديم، وحالت الظروف الشخصية دون حضوري للأسف الشديد.
من هذه الأخبار التي من المهم أن تعرفها وزارة التنمية الاجتماعية، وتعرفها النيابة العامة، ويعرفها الكتبة الكذبة، ما سمعته قبل شهر ونصف الشهر، مع عودة زوار العتبات المقدسة في العراق من زيارة الأربعين. إحدى الأمهات قالت إنها قابلت عددا من الأرامل والأيتام العراقيين الفقراء، وكانوا يسألون عن شخص واحد في البحرين اسمه المقداد، ويقولون: أين ذهب الشيخ محمد حبيب؟ لقد ضيّعنا». ولم يكونوا يعرفون أنه معتقلٌ بتهمةٍ سياسيةٍ قد تتحوّل إلى تمويل الإرهاب!
إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"العدد 2401 - الخميس 02 أبريل 2009م الموافق 06 ربيع الثاني 1430هـ