العدد 935 - الإثنين 28 مارس 2005م الموافق 17 صفر 1426هـ

ما ألعن "الروتين"

محمد الرديني comments [at] alwasatnews.com

كاتب عراقي

يتمركز الروتين في نسيج حياتنا "الخدمية" بشكل قد يوقف حتى نسمة "الاوكسجين" المار بنا، ولكن هذا النسيج يثور حين يصل الأمر إلى خدماتنا الصحية، لأنها ببساطة تتعلق بحياة الناس، وهو أمر لانقاش فيه.

نقول هذا الكلام بعد أن ترددت شكاوى كثيرة من المواطنين بشأن فقدان قناني فحص الدم وإبر التلقيح في وزارة الصحة.

قد لا يبدو الأمر قابلا للتفسير وخصوصا أنه يتعلق بصحة عشرات الأطفال الذين راجعوا مع ذويهم المستشفيات ونصحهم الطبيب المختص بأخذ عينة من الدم لفحصها. ويبدو أن هذه النصيحة لم تجد لها أذنا صاغية حين عرف المرضى أن قناني فحص الدم غير موجودة بالمستشفى.

لا ندري من هو المسئول عن هذا "الإهمال"، ولكن من المؤكد أنه لا يستحق مسئولية تزويد المستشفيات بحاجتها من المستلزمات الطبية.

لا نبالغ إذا قلنا إن هذا الأمر يتعدى في خطورته الروتين العادي، بل إنه يتعدى أيضا بؤرة النسيج في حياتنا الخدمية إلى أعمق من ذلك لأننا ببساطة يمكن أن نسأل: إذا كان هذا هو مقياس الخدمة عند بعض البشر، فكيف سيكون المقياس عندما يكون الأمر متعلقا بهم شخصيا؟ بمعنى لو أن أحدهم أو أحد أقاربهم أراد فحص الدم، وقالوا له "لا توجد قناني خاصة"، بالتأكيد سيقيم الأرض ولا يقعدها، بل سيكشف عن براعته في الشكوى ليس أقلها باب الوزير أو وكيل الوزارة، وربما سيذهب إلى أبعد من ذلك... فيشتكي إلى كل الصحف ويطالب بوضع حد لهذا الإهمال الذي يسميه "الإهمال المقصود"

العدد 935 - الإثنين 28 مارس 2005م الموافق 17 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً