العدد 934 - الأحد 27 مارس 2005م الموافق 16 صفر 1426هـ

سقط القائد "الفذ"... والحمد لله!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

من أدبيات الحوار التي يفتقدها "بعض" أفراد شعبنا الوفي في معظم أو في غالبية مجالسهم، وكيف لهم أو لكبار السن والمرموقين في نظر أنفسهم أن يتمادوا في التعبير عن مكنونات ما يختزنونه في أنفسهم من أفكار وأطروحات مغطاة بطبقة كبيرة من الغبار وخيوط العنكبوت، وكيف "هم" تحديدا من خرجوا من اللعبة "غالبية الألعاب" السياسية والاجتماعية والدينية للبعض الآخر، ليس بمحض إرادتهم، ولكن من جراء تحجر مواقفهم ورجعية أفكارهم وتخلف نظرتهم وغباء قراءتهم لواقع كانوا يعيشونه، لو اتبعهم الناس في تلك الفترة لصاروا من أباطرة التخلف إلى يومنا هذا ومضرب مثل للقاصي والداني يذكرها التاريخ بتفاصيله، ولكن "ربك كريم"، فقمة التخلف في تلك الأدبيات الحوارية تتجسد لك "وبشراهة" عندما "لا يوفقك الله" بالجلوس مع أمثال هؤلاء القادة السابقين! وأية قادة. .. لا أرانا الله وإياكم مكروها!

إذ لايزال بعض من هؤلاء القادة "في نظرهم" يعيشون الدور بتفاصيله وأدهى من ذلك أنهم مازالوا مصدقين المسرحية أو التمثيلية التي تدور جميع فصولها وجميع أبطالها فردية مطلقة لهذا القائد "الفذ"، ولا يعلمون أن الدنيا أخذت لها لفة كبيرة، وهي الآن رجعت إلى نقطة الصفر بعد الألف وربما أكثر... و"هم" مازالوا يعتقدون أنها "الدنيا" تراوح عند تلك النقطة "الصفر" فقط! اعتقادا منهم بأنها الفرصة الذهبية السانحة لركوب الموجة "القيادية"... فهذه المشكلة، بل كل المشكلة... "فهم" مازالوا يفكرون بالعقلية المتحجرة الصدئة نفسها التي أكل الزمن عليها وشرب... ولكن ماذا عساك أن تقول؟!

شتان بين من هم يعلمون ويريدون وما هو واقع وملموس الآن... وليس بعد خمس دقائق على الأقل من قراءة هذا المقال، على رغم بعد الفترة الزمنية بين كتابته وقراءته "الآن"... فهم مساكين مازالوا يعيشون خيالات لها بداية وليس لها نهاية، أخالهم جالسين ينتظرون الزمن كما لف عليهم يلف على من هم موجودون الآن... وكما بدلهم بهم... أن يبدل الموجودين "بهم"... هي أوهام... فلربما أعذر بعضهم في تفهم هذا الخيال على رغم خرافيته... إلا أنني أشفق عليهم من زاوية مباشرة أخرى... هم مساكين في نظري لا أكلف نفسي عناء النقاش معهم... "فهم" مازالوا يعيشون الزمن الوردي الذي عاشوه من قبل كما تعيشه المراهقة في صباها بانتظار فارس الأحلام على ذلك الحصان الأبيض... "فهم" معذورون "أحيانا" فلهم الرأي والقرار في الرايحة والجاية آنذاك... هم من ساهموا مساهمة فعالة في تخلف مسيرتنا "ليس بكاملها طبعا" ولكن لهم نصيب الأسد... "فهم" من تسببوا علينا أن يصل حالنا إلى هذا المستوى من التدني... وهم من تسبب علينا "الأجيال القادمة بالنسبة إليهم" بهذا البؤس... فلولا أمثال هذه القيادة التي لولا رحمة الله بنا لكنا نعمل بنظام السخرة... ومازال نظام العبيد موجودا ويطبق علينا على رغم أنه مازال موجودا، ولكنه بشكل متطور... وإلا ماذا تسمون من يعمل دوامين في اليوم الواحد براتب لا يتعدى المئتي دينار شهريا! أليس هذا نظام سخرة متطور؟! ... آآآآخ من زمن أحيانا أقول إنه رحمنا عندما أزاح أمثال هؤلاء القادة! وأحيانا أقول إنهم... أو تدرون... خلوها على الله... والله يسامحهم!

إضاءة

كم هزتني هيبتك يا "علم" وأنت ترفرف وحيدا من غير شريك في تلك المسيرة... وكم عرفت لك من احترام وجمال وهيبة لطالما افتقدها... فهذا الوطن وطني مثلما هو وطنكم... وقدري كما هو قدركم أن نعيش على هذه الأرض... فلا حق لكم أو عليكم هو غير الحق الذي لي وعلي... وإن كان غير ذلك فهذا هو التمييز بعينه! وإلا ويش رايكم؟

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 934 - الأحد 27 مارس 2005م الموافق 16 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً