على وعد بلقاء قريب تركت دوحة الخير قطر، تلك الدولة الجميلة التي يشيع الخير والحب بين جنباتها، والتي يشعر معها كل من يرتاد شوارعها ولياليها بأنه في بلده. والسبب تلك السماحة التي تميز بها أهلها، وذلك الأدب الجم في الحديث مع الناس وتلك العلاقة الشفافة التي تجمع الجميع، إذ مثلت قطر في عيني ذلك الموطن الطيب الذي يأنس فيه الغريب ويشعر بالسعادة وهو يتنقل من مكان إلى آخر وقلبه مطمئن في رحابها.
على وعد بلقاء قريب، جمعتني صداقة، ولا أقول مجرد علاقة عابرة، بكوكبة من المثقفين والمهتمين من الشعراء والأدباء الذين تنفتح أمامهم أبواب عظيمة لم تكن لتفتح لولا سداد رأي أصحاب القرار فيها بأهمية الثقافة وبعد نظرهم للمستقبل المزهر لقطر، إذ وجدت هؤلاء الأصدقاء المثقفين وهم في قمة النشوة والسعادة وهم يجدون الدولة قد احتضنت كتاباتهم وقامت بطبعها في أجمل الطبعات. وكم سعدت جدا أن وجدت حتى أولئك الواعدين وهم في طريق الإبداع تهتم الدولة بمواهبهم فتنشر لهم وتحاول إيصال كلماتهم الجميلة.
وهناك في قطر تشعر بأن الجميع يوقعون سمفونية واحدة، اسمها حب قطر، فحتى أولئك الذين يتمتعون بالوظيفة الكبيرة عن الناس العاديين تجدهم لا حاجز بينهم أبدا وبين غيرهم من الناس. فالجميع في تواضع لا يفصلهم عن بعضهم فاصل. وكيف يمكن لحاجز أن يحجزهم إذا كان الجميع يشعرون بأهميتهم واحترام وطنهم لهم، وكيف يمكن أن يفصلهم فاصل وهم يشعرون أن قياداتهم الكبيرة تجتمع معهم في كل مكان من أجل الاستماع اليهم وإلى ما يحقق لهم السعادة والهناء؟!
تركت قطر وفي القلب شجى وفي العين دمعة تغالبني، وحينما وصلت إلى مطار البحرين شعرت بأنني فارقت وطني وليس وطنا آخر لي
العدد 934 - الأحد 27 مارس 2005م الموافق 16 صفر 1426هـ