ذكرت صحيفة "وول ستريت" أن السلطات الأوروبية يمكن أن تغرم شركة مايكروسوفت الأميركية خمسة ملايين دولار في اليوم إذا ما أبطأت الشركة في تطبيق الإجراءات المفروضة عليها قبل سنة. وخلال الأسبوعين المقبلين ستقرر المفوضية الأوروبية - التي اتهمت مايكروسوفت باستغلال موقعها المهيمن في السوق - بشأن كيفية المضي قدما في هذه المسألة، لكن عندها السلطات التي تمكنها من تغريم مايكروسوفت بحدود 5 في المئة من مبيعاتها الإجمالية اليومية في جميع أنحاء العالم، أو نحو 5 ملايين دولار.
لقد فرضت اللجنة غرامة قياسية قيمتها 497 مليون يورو على مايكروسوفت التي سددتها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لكن المفوضية الأوروبية اتهمت مايكروسوفت حديثا بعدم تطبيق القرارات الأخرى مثل توفير المعلومات الضرورية بشأن برمجياتها التي تحتاجها الشركات المنافسة.
وعلى رغم هذه الغرامات الأوروبية حققت مايكروسوفت خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في الحادي والثلاثين من يناير/ كانون الثاني الماضي أرباحا وصلت الى 3,46 مليارات دولار، أو 32 سنتا لكل حصة، مقارنة بأرباحها في الفترة نفسها من العام الذي سبقه والتي وصلت الى 1,55 مليار دولار، أو 14 سنتا لكل حصة.
الأرباح الفصلية الأخيرة تضمنت مكافآت حاملي الأسهم والتي تبلغ 3 سنتا لكل حصة. وكان من الممكن أن تبلغ الأرباح 35 سنتا للحصة لولا هذه الكلف، ما خالف توقعات الخبراء الذين توقعوا أن تصل أرباح مايكروسوفت إلى 33 سنتا للحصة الواحدة للربع الأخير من دون كلف مكافآت حاملي الأسهم.
الأرباح الربعية للعام الماضي تضمنت كلف الضرائب التي بلغت 2,17 مليار دولار، أو 20 سنتا للحصة الواحدة، طبقا لمصادر الشركة. ومن دون هذه الكلف، كان من الممكن أن تصل الأرباح الى 34 سنتا للحصة. ووصل الدخل للربع الأخير إلى 10,82 مليارات دولار، أي أعلى بنحو 67 مليون دولار من الفترة نفسها من العام .2003
وبالنسبة إلى السنة المالية التي تنتهي في الثلاثين من يونيو/ حزيران، تتوقع مايكروسوفت أن تربح من 1,09 الى 1,11 دولار للحصة الواحدة، بزيادة عن السنة المالية السابقة والتي كانت الأرباح فيها من 1,07 الى 1,09 دولار للحصة. ويتوقع أن يتراوح مجموع الدخل من 39,8 مليارات دولار الى 40 مليار دولار، بزيادة عن السنة السابقة والتي تراوح الدخل فيها من 38,9 الى 39,2 مليار دولار. أما بالنسبة إلى الأشهر الستة التي انتهت في الحادي والثلاثون من ديسمبر/ كانون الأول، فقد بلغت أرباح مايكروسوفت 5,99 مليارات دولار، أو 55 سنتا للحصة، بدخل مقداره 20 مليار دولار. مقارنة بأرباح بلغت 4,16 مليارات ليون دولار، أو 38 سنتا للحصة، ودخل بلغ 18,37 مليار دولار في الفترة نفسها من السنة التي قبلها.
هذه الأرباح الفلكية التي تحققها شركة مايكروسوفت على رغم حال التوتر المستمر بين هذه الشركة والكثير من الحكومات بما فيها حكومة دولة عظمى مثل الولايات المتحدة.
إن كان هناك درس يمكن أن نستفيده من هذه الحال الميكروسوفتية فهو أن بإمكان إحدى مؤسسات القطاع الخاص أن تصمد وتحقق أرباحا بغض النظر عن رضى أو عدم رضى هذه الحكومة أو تلك عنها. وبالتالي فنحن نتطلع إلى ذلك اليوم الذي نشاهد فيه هذه الحال عربيا
إقرأ أيضا لـ "عبيدلي العبيدلي"العدد 934 - الأحد 27 مارس 2005م الموافق 16 صفر 1426هـ