العدد 933 - السبت 26 مارس 2005م الموافق 15 صفر 1426هـ

الإمارات والبحرين

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

زيارة رئيس دولة الامارات العربية المتحدة سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للبحرين اليوم بدعوة كريمة من أخيه جلالة الملك تؤكد قوة العلاقات المتميزة القائمة بين البلدين، وخصوصا ان المودة التي يكنها جلالته للمغفور له مؤسس اتحاد دولة الامارات الشيخ زايد كانت ومازالت واضحة في التوجهات الرسمية الى الدرجة التي اطلق جلالة الملك اسم "قمة زايد" على قمة مجلس التعاون الخليجي التي انعقدت في المنامة في ديسمبر/ كانون الاول الماضي.

والحق يقال، فإن لدولة الامارات العربية المتحدة مواقف مشرفة وكبيرة في دعم مسيرة التنمية في الخليج، والبحرين أطلقت اسم زايد على مدينة سكنية كانت واحدة من اسهامات المغفور له الشيخ زايد التي امتدت إلى مختلف انحاء العالمين العربي والاسلامي.

الامارات تعتبر أحد ثاني أهم اقتصاد عربي بعد السعودية، وعلى رغم كل الصعوبات التي تواجهها المنطقة، فإن الامارات وظفت امكاناتها من أجل دعم خطط مستقبلية على اسس استراتيجية علمية أكثر وضوحا. ولدى الامارات مركز للدراسات الاستراتيجية وصل صيته إلى أبعد مكان ويعتبر حاليا أحد أهم مصادر المعرفة في مختلف المجالات. وعندما زرت المركز العام الماضي لم أكن أتصور حجم الاستعدادات المتوافرة لالتقاط الاخبار والتقارير واستقطاب أهم المفكرين عالميا لتطارح وتدوال الافكار بهدف ترجمتها في خطط تخدم الامارات والمنطقة.

الامارات بدأت في مطلع الشهر الجاري المفاوضات مع الولايات المتحدة الأميركية بهدف توقيع اتفاق للتجارة الحرة بين البلدين على النهج نفسه الذي اتبعته البحرين وتوصلت من خلاله في سبتمبر/ ايلول الماضي إلى توقيع اتفاق مع اميركا.

الامارات كانت في وضع أكثر حرجا بالنسبة الى الدخول في مفاوضات بعد الاختلاف في وجهات النظر مع المملكة العربية السعودية حول مدى اضرار هذه الاتفاقات بمجلس التعاون. الا ان حكمة القيادة الاماراتية في التعامل مع الامور كانت واضحة، وقد أعلن مسئولوها ان الدخول في هذه المفاوضات لا يلزم دولة الامارات بأية تغييرات في مواقفها السياسية، مؤكدين ان الهدف من المفاوضات والاتفاق ينحصر في تطوير ونمو الاقتصاد الوطني من خلال النفاذ الى أكبر سوق استهلاكية في العالم.

ان الامارات والبحرين تستطيعان أن تقدما انموذجا للتعاون الاقتصادي البين وأنموذا لفتح الاسواق على أساس اتفاقات للتجارة الحرة مع اميركا ومع الاتحاد الاوروبي وغيرها من الدول والمناطق الاقتصادية الكبرى. فالخليج أصبح جزءا لا يتجزأ من الاقتصاد المعولم ولا سبيل امامنا الا باغتنام الفرص المتاحة.

هذا لا يعني أن الاتفاقات مع اميركا تتقدم على غيرها، فالواجب على دول الخليج ان تسرع في خطوات التكامل الاقتصادي وخصوصا الاتحاد الجمركي وهو أمر يتطلب المزيد من التنسيق مع دول الخليج الاخرى. ولعل هذه اللقاءات الاخوية هي الاساس الاقوى في معالجة مختلف القضايا لاسيما ان البحرين ستحتضن الشهر المقبل اجتماعا هاما لوزراء دول الاتحاد الاوروبي ودول مجلس التعاون، ولعل الاجتماع يثمر في توقيع اتفاق التجارة الحرة مع أوروبا والذي طال انتظاره كثيرا.

زيارة الشيخ خليفة هي زيارة لبلده الثاني البحرين الذي يشعر أبناؤه بالفخر والاعتزاز بوجود من يعمل على توحيد المواقف وتعزيز التعاون في جميع المجالات التي تهم المواطن في الخليج

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 933 - السبت 26 مارس 2005م الموافق 15 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً