العدد 932 - الجمعة 25 مارس 2005م الموافق 14 صفر 1426هـ

هل سيكون المواطن البحريني محور التنمية وهدفها وجوهرها؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

قبل أسبوع رحت أفتش عن كتب تتحدث عن صناعة الإنسان في اليابان وسنغافورة وكيف استطاعت هاتان الدولتان بناء الإنسان الياباني والسنغافوري. .. حصلت على بعض الكتب لكني مازلت نهما لمعرفة حقيقة التنمية وكيف يبنى الإنسان؟ ووصلت إلى حقائق دعمتها بعض معلوماتي المتبقية في ذاكرتي المثقوبة.

الحضارة بين أيدينا بمساوئها وإيجابياتها والدروس كبيرة من شعوب تحضرت ولو على مستوى بناء الإنسان الفاعل والمنتج ولو ماديا... أول قاعدة وأول خطوة لأية سلطة تفتش عن قناديل المعرفة والتحديث والتغيير يجب أن تضع في رأسها أن الإنسان "المواطن" محور التنمية وهدفها وجوهرها أكان طفلا أو شابا، امرأة أو رجلا لا تجدي إقامة مهرجان لعيد الأم ونصف الأرامل والمطلقات بلا سكن يلقى بهن في الشارع أو يتعرضن للعنف. وثقافة العنف روج لها ذكور القبيلة... لا يجدي أن نركز على احتضان الشباب في ملاعب الرياضة وننسيهم الثقافة والشعور بأهمية الانتماء. لا يكفي أن نركز على الشباب ونهمل الشيوخ وكبار السن والمتقاعدين من دون رعاية اجتماعية ورسمية بإيجاد نواد ومراكز... التنمية حلقة متكاملة لا تعتني بنوعية وتهمل أخرى... لا يكفي أن ندرس أطفالنا ونخرجهم أميين غير منتجين يلوكون المصطلحات بألسنتهم لكنهم لا يعرفون كيف يطبقون ما درسوه... العبرة دائما بالكيف وليس الكم... صحيح تضاعفت المدارس ولكن السؤال هل تحسنت نوعية التعليم في مدارسنا أو جامعاتنا؟ هل هناك تحديث للمناهج لتواكب العصر... ألا نخشى أن تبرز بيننا ظاهرة "أمية المتعلمين" التي بدأت تنتشر في العالم العربي؟ هل أحتاج في الحقول الانثروبولوجية وأيضا في مراكز الوعظ إلى عقول استراتيجية تنتج المعرفة أم إلى خطباء ينشغلون بصناعة العاطفة في مجتمعات شرقية وضع العقل فيها موضع القلب ووضع القلب مكان العقل فأصبحنا نفكر بقلوبنا وعواطفنا.

الدول يجب أن تفكر بجدية في أهمية المساواة بين المواطنين في كل شيء وأن ترسخ العدالة ولو بنسبة معينة... إن الشللية في المؤسسات، والمحسوبية وحشر الوظائف حشرا بعيدا عن أعين الرقابة تسبب إحباطات في المجتمع. في البحرين لماذا لا تعمل السلطة على مركزية الوظائف أسوة بالخليج فيتم إعلان الوظائف والمرشحين لها في الصحافة ولاشك في أن هذه خطوة ستبارك من الجميع أما أن يتم التهرب من المسئولية من قبل ديوان الخدمة متعذرا بعدم المركزية، فهذا لا يمكن قبوله... إذا حلت هذه المسألة فستقطع الكثير من الحجج والشكاوى... هل اطلع الوزراء البحرينيون على ما يتم بشأن ذلك في سنغافورة واليابان والدول المتحضرة وحتى ماليزيا. بعض هذه الدول تتسم بالتركيبة السكانية الفسيفسائية والأكثر تعقيدا منا ولكنها نجحت عندما اعتمدت الشفافية في التوظيف والبعثات والترقيات والتنصيب وتوزيع الحقوق والمستحقات من التربية إلى الإسكان.

ولذلك يجب أن نفكر كيف نغسل الوجوه الحزينة من المواطنين... وكيف نخفف من "الاتاوات" التي مازالت عجلاتها تسحق المواطن وتلاحقه في كل مكان، فعندما يريد طلبا لهاتف عليه أن يدفع أتاوة وعندما يريد إذن بناء أو عندما يريد أن يجدد رخصة قيادة عليه أن يدفع أتاوة حتى تثمين الأراضي أصبح بطريقة جنونية... الراتب يأخذه المواطن بالشمال فيسلمه إلى الحكومة باليمين... المحسوبية لغم، الفساد لغم، الصحافة إن لم تحكم ضميرها وتغسل بياناتها المعروضة والتي يشم منها أحيانا رائحة الأسواق القديمة فهي لغم... الكل يجب أن يتحلى بالمسئولية، والأمن أيضا ليس مهمة رجل الأمن فقط بل مهمة الجميع وما حدث في قطر جرس إنذار، واللعب بالأمن كما حصل عن طريق الإنذار الكاذب لمدرسة البيان مؤشر يجب أن نفكر فيه ألف مرة ويجب أن نرص الصفوف لحفظ المملكة وأمنها ويجب أن نبتعد عما اصطلح عليه العالم النفسي توماس زاز بـ "تصنيع الجنون" وهي ماركة عربية مسجلة. فلنحترم الخصوصيات الثقافية والفقهية وأيضا يجب أن نتفهم الواقع المعقد والحساس الذي تمر به المنطقة ولنرص الصفوف.

التنمية إذا هي منظومة واحدة متكاملة أركانها الاقتصاد والسياسة والاجتماع والثقافة وهذه لا ترسخ بالمكياج الصحافي ولا بالعدمية والإعاقة النفسية بتحقير أي آخر ولو كان من أهل الكتاب. فلنفكر في مفهوم الشراكة في المواطنة وتمتين الجبهة الداخلية تحصنا من الأعداء

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 932 - الجمعة 25 مارس 2005م الموافق 14 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً