اختتمت القمة العربية السابعة عشرة في الجزائر أعمالها أمس الأول بتوافق عربي على أمور واختلاف على أخرى، وهذا أمر طبيعي بالنسبة للقمم العربية والعالمية.

ولكن ما يؤخذ على القمم العربية أن النظرة العامة تجاهها من قبل الكثيرين سواء الشعوب العربية ومن ضمنهم الكتاب والمحللون والمنظرون أن نتائجها ليست على القدر المطلوب وخصوصا أن أزماتنا الغارقين فيها منذ سنوات طويلة لم يعد هناك مجال إلا أن تحل وبشكل جذري. ولكن عندما نجد وفقا لتقرير نشر أن كلفة مؤتمر القمة ولمدة يومين فقط تبلغ 30 مليون دولار وهي تساوي موازنة الجامعة العربية التي هدد أمينها العام عمرو موسى خلال القمة بتقديم استقالته إذا لم تسدد الدول حصصها في الجامعة، لا يبعث ذلك إلا على الإحباط أكثر، فالشعوب العربية تعاني فقرا مدقعا وقادتها ينفقون هذا المبلغ في مقابل نتائج ليست هي المأمولة!

وما يؤلم أكثر أن "القوة العظمى"، الولايات المتحدة الأميركية، وربيبتها "إسرائيل" وهما الدولتان اللتان يوجه جزء كبير من نتائج القمة العربية لهما، بمجرد صدور إعلان الجزائر رفضاه بل وتهكمت "إسرائيل" على الجامعة العربية معتبرة أنها وحدة شكلية، وكررت قولها إن 10 دول عربية مستعدة للتطبيع معها. فما الذي يجعل الكيان الصهيوني يستخف بمؤسسة تعتبر بالنسبة للعرب "البيت" الذي يجمعهم؟!

كذلك رأت أميركا أن القمة العربية أضاعت فرصة الدعوة إلى الإصلاحات الإقليمية. وهي فعلا نقطة حقيقية كان لابد من الالتفات إليها واستكمالها لأن إصلاح الوضع العربي هو الأساس ولن يستطيع أحد أن يستخف بنا إذا قمنا به بشكل فعلي، فإلى متى؟