العدد 930 - الأربعاء 23 مارس 2005م الموافق 12 صفر 1426هـ

بحثية "الهامشيون" في "إسرائيل"

رام الله - محمد أبوفياض 

تحديث: 12 مايو 2017

كشفت دراسة بحثية خاصة بالقضايا الإسرائيلية، أن الحال السياسية في "إسرائيل"، تشكلت كانعكاس لوضعية الصدام بين المجموعات الاثنية وممثليها من النخب السياسية والثقافية والاجتماعية والدينية.

وكان صدر حديثا عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" كتاب "الهامشيون في "إسرائيل": تحدي الهيمنة الإشكنازية"، اسعد غانم.

ويمثل الكتاب محاولة لقراءة شاملة للحال السياسية في "إسرائيل"، والتي تشكلت كانعكاس لوضعية الصدام بين المجموعات الاثنية وممثليها من النخب السياسية والثقافية والاجتماعية والدينية، وأدت بالتالي إلى حال من انعدام الاستقرار، بحيث تمر السياسة الإسرائيلية بفترة انقلابات جوهرية.

ويبين الكتاب أن النظام الإثنوقراطي - في "إسرائيل" والذي يميز لمصلحة المجموعة المؤسسة، أي اليهود الإشكناز، وضد المجموعات الأخرى - هو الخلفية لظهور هويات إثنية قوية تستمد شرعيتها من طبيعة النظام الإسرائيلي ككل، لتملي الأجندة السياسية وتسبب عدم الاستقرار في أي وقت يتصور لمجموعة ما بأن مصالحها مهددة بالخطر. لقد أظهرت حملات الانتخابات في العقد الأخير هذه الهوة ومشاعر الاغتراب التي تراكمت ضمن كل مجموعة.

وفي صفحات هذا الكتاب شرح تفصيلي للنضال الذي خاضه ممثلو الجماعات الجانبية لأجل تحصيل حقوق جمهور مؤيديهم، وذلك مر بالأساس من خلال مجابهة السيطرة الإشكنازية وتطوير طرق وأدوات سياسية أدت إلى حال من انعدام الاستقرار السياسي.

ويتوصل المؤلف إلى أن عدم الاستقرار السياسي له مغزى محلي داخل المجتمع الإسرائيلي فيما يتعلق بالتضامن الداخلي، أهداف الصهيونية، وتحقيق السياسات البنائية للمستقبل، وهكذا، يتضح أن أهم مشروع للصهيونية، وهو خلق أمة يهودية اسرائيلية في "إسرائيل"، قد فشل، وبدلا من ذلك، فإننا نشهد بزوغ جماعات تلاحق اهتماماتها الخاصة وتحطم مصالح غيرها. وهذا هو السبب الرئيسي لحال انعدام الاستقرار. هذه الحال لها كذلك تأثير عميق وواضح على علاقات "إسرائيل" بالشعب الفلسطيني. إن جوهر ذلك يكمن في انعدام إمكانية، تحت تهديد المجموعات المختلفة وممثليها في الكنيست، تحقيق الاستقرار الذي يجعل من الممكن إنجاز قرارات بعيدة المدى تتعلق بمستقبل الصراع، وذلك لدى التوصل لتسوية مقبولة على الفلسطينيين





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً