هزت سيارة مفخخة السبت الماضي قلب العاصمة القطرية الدوحة، فأسفرت عن مقتل بريطاني وجرح 12 آخرين. هل معنى هذا أن خلايا الدوحة الإرهابية النائمة أفاقت بعد سماعها التسجيل الصوتي لممثل "القاعدة" في السعودية صالح العوفي، إذ دعا الخميس الماضي "الإخوان في قطر والبحرين وعمان والإمارات وجميع أسود الجهاد في الدول المجاورة للعراق" إلى "ضرب كل ما على أرضه من جنود وآليات وقواعد وطائرات الصليبيين والنفط المخصص لهم"؟ أم أن هناك سببا آخر مجهول؟! فإذا كان الأمر كذلك، فرحمتك يا رب العالمين... ترى من ستكون الآتية؟! فكلنا يؤمن بالمثل القائل: "من تغدى بأخيك تعشى بك".
إن ما حدث في قطر لم يكن موضع استغراب ولا مفاجأة، فقوى التطرف تخلو أجندتها من الصديق بل محشوة لآخرها بالأعداء والمعادين، كما أن هذه القوى تعمل على الطريقة السرطانية في الكر والفر بحسب المواتي لها من ظروف مانعة أو مواتية ولهذا فهي تهادن في هذه الدولة لتنشط في الأخرى مستغلة غفلة البعض واطمئنانه لتضرب ضربتها في الزمان والمكان غير المتوقعين كما فعلت في الكثير من أفعالها، ولن يردعها عن وظيفتها ما يقدم لها من تسهيلات أو حماية من هذا النظام أو ذاك، فالجميع سواسية في قناعتهم التكفيرية لجميع الأنظمة ومجتمعاتها.
سؤال مازال يطرح نفسه، أين جذور الإرهاب؟ وحتى متى سنستمر في ملاحقة وهم اخترعته أميركا لنا لترهبنا وتنسينا قضايا أخرى أهم منها؟
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 929 - الثلثاء 22 مارس 2005م الموافق 11 صفر 1426هـ