لعل أعضاء المجالس البلدية الخمسين لم يأخذوا في اعتبارهم أنهم سيتحولون في يوم من الأيام إلى "مصارف قروض"! فهناك من يفاجأ بشكل روتيني بشخص يطلب مهرا للزواج! وآخر يطلب مبلغا للقيام بمناسك العمرة! ناهيك عن دفع فواتير الكهرباء الحمراء! ويروي لنا أحد ممثلي المجالس البلدية أن بعض الناس - من دائرته طبعا - قدموا إلى منزله بعد أيام قليلة من توليه منصب التمثيل البلدي، وطلبوا منه مبلغا من المال سلفة، واضطر العضو - على مضض طبعا - إلى أن يمنحهم بعضا من المال، ولم يسترد ولا "قرشا" بحسب قوله إلى اليوم، ومازال بعض المحتاجين يفدون طلبا للسلفة "الجارية" أحيانا، وللمساعدة أحيانا أخرى. والأغرب من هذا، تصل إلى أعضاء المجالس رسائل من جمعيات تقع في نطاق دوائرهم، تطالب العضو بالتبرع لبناء مسجد، أو مأتم وأخرى لدعم برنامج ما.

ويتأوه أحد الأعضاء قائلا: "والله لا ندري ماذا نفعل بهذه الألف دينار، كنا في السابق نحصل على مبالغ أقل، ولكن يبقى معنا ولو الشيء البسيط حتى نهاية الشهر، أما الآن فلا نصفى على "قرش" واحد"! بعض الأعضاء شبه المكافأة التي يتلقاها أعضاء المجالس البلدية باللعنة، فلا يستطيع العضو أن يمنع المحتاجين - أو المتحججين - كما لا يستطيع أن يبين لهم الحيرة التي وقع فيها، وخصوصا إذا كان من أولئك الذين ينوون الترشح مرة أخرى.

وتظل معاناة أعضاء المجالس البلدية مستمرة، وذنبهم أنهم يتسلمون ألف دينار... وهذا المبلغ هو بدل مكتب، وبدل مواصلات وبدل "سنين مرة" ولاسيما أنهم "كبش فداء" التجربة الأولى