العدد 928 - الإثنين 21 مارس 2005م الموافق 10 صفر 1426هـ

التفتوا إلى هؤلاء!

جعفر الديري comments [at] alwasatnews.com

لم يبق أمام هؤلاء اليافعين سوى أن ينصبوا أنفسهم آلهة تفعل ما تشاء، بحسب مواصفاتها للفعل الحسن أو الشائن. طالما أن من لهم عقولا يبصرون بها وقلوبا يعون بها يتركونهم في ظلماتهم، إذ الوقت الضائع والحياة النتنة التي لا تعرف غير القذارة والعيش على هامش الحياة، مع أحقر الموجودات في هذا الكون الفسيح.

وإلا فمن يصدق أن شبابا في عمر الزهور تصل بهم حقارة النفس إلى أسفل ما يمكن أن تصل إليه نفس إنسانية. إذ يتحول الإنسان إلى غريزة لا غير، غريزة همها الأكل والشرب والجري وراء الشهوات المشبوهة. للتحول في النهاية إلى أنعام "بل أضل سبيلا".

والأمر الغريب أن الآباء يعلمون مقدار ما وصلت إليه نفوس أبنائهم غير أنهم يتركونهم بحجة أنهم غير ملومين فيما يفعلون طالما أن الدولة لا توفر لهم العمل الذي يليق بهم، وكأن صلاح الإنسان وانحطاطه متعلق بانخراطه في الوظيفة، وكأن رغبة الإنسان في السمو والعلو تحددها الوظيفة وليس حلم الإنسان ورغبته في الخلود. والقرب من بارئه سبحانه.

سبحان الله، هل عميت عقول الناس وقلوبهم عن هؤلاء؟ أم أصبحت الأنانية الشعار الذي نرفعه ونباهي به، حتى لم يعد في قلوبنا غير التفكير فيما يمنع وما يضر من المصالح؟! إن الجميع يعلم بمن فيهم آباء هؤلاء بما يمكن أن يخرج به هؤلاء من مشروعات إجرامية يمكن أن تعيث فسادا في المجتمعات البحرينية المحافظة، ولكن لا يمكنك هنا أمام هذه اللامبالاة إلا ترديد قول أبي العلاء المعري:

لقد أسمعت مذ ناديت حيا

ولكن لا حياة لمن تنادي

ولو نارا نفخت بها لضاءت

ولكن أنت تنفخ في الرماد

وأخشى أن يكون الموجدون في التراب أكثر حظا منا في الحياة

العدد 928 - الإثنين 21 مارس 2005م الموافق 10 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً