دارت الأحاديث والكتابات الصحافية بشكل موسع خلال الأيام القليلة الماضية عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى أن يقدم المدرب الكرواتي يوري ستريشكو استقالته من تدريب المنتخب الوطني. وباستثناء السبب الوحيد المعلن من جانب ستريشكو لهذه الاستقالة وهو الجانب المادي والذي قبله اتحاد الكرة ضمنيا فلا أسباب أخرى معلنة على السطح حتى الآن.
ومجمل ما ذكر في الصحف من أسباب للاستقالة باستثناء الجانب المادي لا تعدو كونها تنبؤات وتحليلات قد تقترب من الحقيقة أو تبتعد عنها.
وما زاد حيرة الجميع أن ستريشكو عندما عقد مؤتمره الصحافي بعد وصوله العاصمة العمانية "مسقط" رفض التكلم عن الأسباب التي أدت إلى استقالته من تدريب المنتخب البحريني وقال: "استقالتي سر"!
هل هناك أسرار معينة رفض ستريشكو الإفصاح عنها في البحرين وكذلك فعل عندما ذهب إلى عمان؟ قد يكون ذلك صحيحا وقد يكون لا ولكن الأهم أن ستريشكو يبقى مدربا محترفا، ومعنى محترف هنا أنه لا يتكلم بشكل هجومي أو انفعالي على الجهة التي أقالته أو استقال منها ليس حبا فيها طبعا وإنما حفاظا على مستقبله الوظيفي والتدريبي.
وهذا العرف موجود بين جميع المدربين المحترفين في العالم فنادرا ما نسمع عن مدرب فتح النار على اتحاد أو ناد قام بإقالته، إذ في المعتاد يلوذ المدرب المقال أو المستقيل إلى الصمت أو إلى الإجابات الدبلوماسية على الأسئلة الصحافية المطروحة عليه. المدربون يفعلون ذلك باختصار لأنهم يدركون أنهم لو استخدموا الأسلوب الهجومي وفضحوا في كل مرة الاتحادات أو الأندية التي يتعاقدون معها فإنه لن يتعاقد معهم أحد وسيبقون من دون وظيفة خوفا من لسانهم السليط.
عموما قد يكون ستريشكو محقا في أن السبب الوحيد لاستقالته هو الجانب المادي وقد تكون هناك أسباب أخرى غير معلنة لكن من الصعب التحقق منها لأن الجهتين المسئولتين عن الموضوع لن تتحدثا فيه، والسبيل الوحيد لمعرفة الأسباب غير المعلنة للاستقالة إن وجدت سيكون من خلال الاطلاع على التقارير التي بعثها ستريشكو للاتحاد والتي أكد في آخر مقابلة له في البحرين أنه أرسل كل ملاحظاته عن المنتخب إلى الاتحاد في هيئة تقارير مكتوبة وهذا من صلب عمله التدريبي بينما رفض الحديث للصحافة عما حوته مثل هذه التقارير.
تبقى استقالة ستريشكو "سرا" كما وصفها هو بنفسه في مؤتمره الصحافي في مسقط ولكن يبقى أهم منها المباراتان المصيريتان اللتان سيخوضهما المنتخب الوطني أمام كوريا الشمالية واليابان والتي نتمنى أن يوفق فيهما المنتخب بعد الجهود الاستثنائية التي بذلت للتعاقد مع المدرب الجديد القديم الألماني سيدكا. فبالتوفيق لـ "الأحمر" في رحلته الشرق آسيوية
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 928 - الإثنين 21 مارس 2005م الموافق 10 صفر 1426هـ