العدد 928 - الإثنين 21 مارس 2005م الموافق 10 صفر 1426هـ

بكائيات الأمل والفجيعة بين السنة والشيعة!

محمد حسن العرادي comments [at] alwasatnews.com

كلما يهل هلال المحرم تصبح بيوت الكثير من المواطنين في البحرين وفي كثير من البلدان العربية والإسلامية في حال استنفار قصوى، ومن دون شك فإن كثيرا من الناس تتساءل ما هو السر الذي يقف وراء ذلك، ولماذا كل هذا الاهتمام الذي يوليه المسلمون الشيعة لهذه المناسبة الدينية، وما الدلالات التي تمثلها بالنسبة إليهم؟ وعلى رغم أن الكثير من الناس يحاولون إظهار تفهمهم لهذا الاهتمام ويقدمون الاحترام والتضامن لهذه المناسبة التي لا يعرفون منها سوى أن الإمام الحسين بن علي "ع"، سبط الرسول الأعظم "ص" قد استشهد هو وأهل بيته وثلة من الأنصار على يد جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية، الذي لم يكتف بقتلهم بل ومثل بجثثهم وداسها بسنابك الخيل، ثم تركها ثلاثة أيام في العراء من دون تغسيل أو تكفين أو مواراة الثرى، وإمعانا في الإساءة لأهل البيت ساق من وقع منهم في الأسر من النساء والأطفال في قافلة مهينة لا تليق بالمسلمين سبايا إلى الشام حيث مقر الحكم الأموي الجائر.

ولعل كثيرين لا يعلمون أن قافلة السبايا هذه كانت امتدادا لأول خيوط العهر السياسي الذي عمد به يزيد حكمه الذي لم يدم طويلا، ففي ثلاث سنوات تفتقت عبقرية الخليفة الماجن الذي دشن عهد الملكية في الإسلام بجرائم يندى لها الجبين. جرائم لم تعرفها الجاهلية في أوج بطشها وغيها واعتداءاتها الهمجية المتوحشة، جرائم لم ترتكب في حق الإنسانية حتى جاء يزيد إلى الحكم، فأظهر للعالم أنه وبامتياز احتفظ بالصدارة والتفرد على جميع الحكام والملوك، فلم يستطع أحد قبله فعل ما أقدم عليه ولن يستطيع أحد بعده القيام بذلك أو بمقدار ضئيل منه.

لقد كان أول ولي عهد في الإسلام بعد أن أخذ له والده معاوية الإقرار بولاية العهد عنوة من كبار الصحابة وأبنائهم، على رغم كل ما عرف عنه من مجون ومعاقرة للخمر والنساء والأخلاء ولعب الميسر وارتكاب الفسق والفجور، ثم جسدت خلافته أول تطبيق عملي لأول سلطنة إسلامية استمرت مئة عام، حتى استبدلت بمملكة أخرى لا تقل عنها إسرافا وبذخا وتبذيرا لمال المسلمين وخيراتهم، إذ كانت الملكية العباسية أسوأ خلف للملكية الأموية سيئة الصيت والسمعة والتاريخ.

لقد تفجرت عبقرية هذا القائد السيئ بأن أقدم على كل الموبقات العظيمة التي لم يسجل التاريخ خبثا يضاهيها، فأقدم في السنة الأولى لخلافته على قتل الإمام الحسين "ع" وأصحابه، وتسيير آل بيت الرسول "ص" كالإماء على ظهور النياق، تلهب ظهورهم السياط الغليظة وتلفح وجوههم حرارة الشمس الحارقة بلا ماء وبلا غطاء. ولم يكتف بذلك بل حاول إذلالهم وتحقيرهم بكل وسيلة، فقد رفع رأس الحسين على رمح طويل، حتى يعتبر الناس منه فيعرفون أن يزيدا هذا لم يعبأ بقتل الحسين حفيد الرسول "ص"، فكيف ستأخذه الرأفة بأحد غيره يظهر اعتراضا أو امتعاضا من الحكم الجديد. ولم يكتف بذلك بل وأعلن يوم قتل الحسين "ع" عيدا رسميا للدولة الإسلامية، فيا لها من بطولة ونموذج يفاخر به يزيد ومن يتشددون له.

كانت تلك أولى الموبقات، ليكمل يزيد بعدها مثلث جرائمه النكراء، فأباح مدينة الرسول "ص" لجيشه ثلاثة أيام بلياليها فيما عرف بواقعة الحرة. أباح المدينة المقدسة التي أوت الرسول واحتضنته حين ألبت عليه قريش فرسانها وتآمرت على قتله واغتياله ليلا، بأوامر عليا سجل التاريخ أنها كانت تصدر من علية القوم، وفيهم أبوسفيان وأبوجهل وأبولهب وغيرهم من الطغاة. فلقد أرسل يزيد جيشه وعتاده ليؤدب هذه المدينة الطاهرة فاستباح حرماتها، وراح أفراد جيشه يعيثون في الأرض فسادا، وهتكا للأعراض، وسلب وسرقة للمال الحرام، وقتل الرجال وترويع الأطفال، وهدم البيوت وحرق المزارع.

وعمد إلى ما لم يستطع أحد غيره فعله، فأقدم على ضرب الكعبة بالمنجنيق وأمر بحرقها، ومنع الناس من الوصول إليها، فيا له من حاكم مقدام دشن عهد الملكية في الإسلام بأسوأ ما يمكن أن تكون البدايات.

وعلى رغم أن هذا الحوادث العظام لا تخص الشيعة من دون السنة، فالحسين حين رفض الإذعان لحكم يزيد الفاسق الفاجر لم يكن يتحرك من منطلق شيعي أو سني، إذ لم تكن هذه التسميات المذهبية قد عرفت في ذلك التاريخ، ولعله من المفيد أن نشير إلى أن الجيش الأموي الذي جعجع بالإمام الحسين حتى وصل إلى صحراء كربلاء في يوم قائظ، هذا الجيش بكل أفراده البالغة 4000 فارس وقيادته المتمثلة في الحر بن يزيد الرياحي، كان يصلي مؤتما بالإمام الحسين "ع". بل إن عددا ممن جاء لمقاتلة الإمام الحسين وعلى رأسهم الحر نفسه وابنه وخادمه قد تحول إلى صف الإمام في اللحظات الحرجة الفاصلة بين الحق والباطل، بين الجنة والنار، بعد أن أخذ في الاقتراب من معسكر الإمام الحسين "ع" فسئل عما يفعل فقال "أخير نفسي بين الجنة والنار، فقالوا له: كيف؟ قال: في هذا المعسكر النار، وفي ذلك المعسكر الصغير الجنة، فقال له ابنه وخادمه إذا هلم بنا إلى الجنة"، وحولوا رحالهم إلى معسكر الحق.

أجل إن الحسين بن علي خرج للدفاع عن مثل الإسلام وبيضة الدين بعد أن رأى التراجعات الكبيرة والخذلان المستمر في صفوف المسلمين، وبعد أن رأى المعروف لا يعمل به والمنكر لا ينتهى عنه، فقال قولته المشهورة: "ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فمن اتبعني بالحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي فأصبر حتى يحكم الله والله خير الحاكمين".

أجل، الحسين لم يقل إنه خرج للحكم، ولم يقل إنه خرج باسم الشيعة، وانما قال: "خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي"، فهل ينكر أحد من الناس جد الحسين منقذ البشرية من الضلال الذي كان يردد ليل نهار: "حسين مني وأنا من حسين".

الحسين سفينة النجاة ومصباح الهدى، كان الرسول "ص" يقول عنه وعن أخيه " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة"، وهو القائل: "الحسن والحسين إمامان إن قاما وإن قعدا" أي أنهما لا يقومان في أمر ولا يقعدان عن أمر إلا وفق ما يصلح أمر الأمة جمعاء، ولسنا هنا في موقع الدفاع عن الفعاليات والبكائيات التي يقوم بها الشيعة في كل عام ترحما وتذكرا واستزادة من دروس وعبر هذا القائد الفذ، الشهيد ابن الشهيد "ع"، لكننا نقول إن ما يقام له من شعائر تأبين وتذكر هي جزء يسير لا يرد له الدين ولا يفيه ولو أقل القليل من حقه على الأمة الإسلامية.

الإمام الحسين "ع" معجزة خالدة، آن الأوان لكي تدرس للأجيال الجديد بروح متزنة ومعتدلة، فإذا كنا نريد لهذه الأمة أن تعتز بعظمائها، وللأجيال الشابة أن تبحث عن نموذج ومثال تقتديه وتسير على نهجه، مدافعة عن الدين والحق، فليس أفضل من شخصية الإمام الحسين.

نعم لقد آن لوزارة التربية والتعليم أن تعيد النظر في المواد المدرسية التاريخية لتضمنها المزيد من الروايات والقصص والسير عن هؤلاء الأبطال الذين سنوا أول قوانين التضحية والإيثار والفداء. نريد من وزارة التربية أن تعلم النشء الجديد أن الإمام الحسين "ع" ليس للشيعة فقط وليس لمن يلطمون صدورهم فقط، وليس لمن يحملون السواد ويرددون الشعارات الحسينية في كل عام، إنما هو تراث إسلامي وإنساني عظيم لأمة إسلامية عظيمة، حاول الأعداء تفريق كلمتها وتشتيت شملها، فجمع كلمتها دم الحسين. وها هي دعوة صادقة أوجهها لكل الأخوة المواطنين من أبناء البلاد الكرماء، لا تفوتنكم المشاركة في ذكرى الإمام الحسين، لا تتركوا هذه المناسبة لطائفة من دون أخرى، اجعلوا من قضية الحسين ومن عاشوراء موسما للوحدة والتقرب إلى الله بذكر الحسين وأبنائه وأهل بيته الشرفاء وأصحابه الأوفياء الذين قال لهم الحسين حين حانت لحظات المنية وتأكد موعدها "ها هو الليل قد أرخى سدوله فاتخذوه جملا، لأن القوم لا يريدون غيري، ولو ظفروا بي لم يعبأوا بكم" فما كان منهم إلا أن انخرطوا في البكاء وهم يتوسلون إليه أن يبقيهم معه حتى يستشهدوا بين يديه، ولسان حالهم يقول: "أبدا لا يكون ذلك أبدا، إلا أن نقتل دونك".

هل يعرف أحد من القراء موقفا وإيمانا بقضية مثل إيمان أصحاب الحسين بقضيته العادلة، هل هناك إيثار وتضحيات أكبر من هذا الذي حدث يوم العاشر من المحرم سنة إحدى وستين للهجرة، إذا لم يكن ذلك فلماذا نترك هذه القضية للعابثين يستخدمونها للتفريق بيننا، بدل أن نستخدمها لتجميع الكلمة وتوحيد الصف. وأحسب أن من المهم الإشارة إلى أن كل المآتم الحسينية ترحب أيما ترحيب بوجود المواطنين السنة، وأضيف أن وجودهم سيحسن من مستوى الأداء الذي يقدمه الخطباء ويرشد من الروايات غير المنصفة التي قد ترد على لسان بعضهم، الأمر الذي سيكون من شأنه إعلاء كلمة الحق والمساهمة في تحقيق رسالة الحسين، وهي طلب الإصلاح في هذه الأمة.

اغسلوا أيديكم عن دماء الحسين وأهل بيته، وامسحوا قلوبكم بكلماته وهو ينادي وحيدا فريدا في كربلاء: هل من ناصر ينصرنا؟ أي ينصر الإسلام! هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله؟ ثم أنصتوا له وهو يخاطب الجيش الأموي: "إن لم يكن لكم دين، فكونوا أحرارا في دنياكم!". وطأطأوا الرؤوس خجلا من تلك الفعلة القبيحة التي ارتكبها ثلة من المارقين الخارجين على الإسلام وهو ينادي في أوساطهم: "أو تعرفون ابن بنت نبي غيري ما بين المشرق والمغرب" ثم انظروا له وهو يقدم ابنه عبدالله الرضيع إلى الجيش الأموي مخاطبا لهم: "إن كان للكبار ذنب، فليس لهذا الطفل الصغير أي ذنب، خذوه واسقوه قطرة من الماء"، لكنهم بدل الماء سقوه بسهم قاتل اخترق رقبته من الوريد إلى الوريد، فقطع الطفل قماطه متعفرا بين يدي والده وفارق الحياة عطشانا شهيدا. فإذا بالإمام الحسين "ع" بكل رباطة جأش ورضا بقضاء الله وقدره، يأخذ قطرات من دم منحر طفله ويرمي بها إلى السماء مخاطبا المولى عز وجل: "إلهي إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى".

إن الإمام الحسين "ع" وهو يفعل كل ذلك لم يكن يحارب السنة باسم الشيعة، بل كان ينتصر للإسلام العظيم الذي هو دين الجميع، وبالمقابل فإن يزيد وجيشه برئاسة عمر بن سعد بن أبي وقاص وقيادة شمر بن ذي الجوشن لم يكونوا يحاربون الشيعة باسم السنة، بل كانوا ينتصرون للملك العقيم. كانوا يدافعون عن مصالحهم الشخصية، وهوسهم وحبهم للدنيا. ولقد لخص لنا التاريخ هذا المشهد في أبيات من الشعر على لسان كل من يزيد وعمر بن سعد أنفسهم، فيقول يزيد:

ليت أشياخي ببدر شهــدوا

جزع الخزرج من وقـع الأسل

لأهلوا واستـــــهلوا فرحــا

ثم قالــــوا يا يزيد لا تشــل

قد قتلنا القوم من ساداتهم

وعــــــدلناه ببــدر فاعـتدل

لعبت هاشم بالملك فــــلا

خبــر جاء ولا وحــي نــزل

وهنا يؤكد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان أن قتل الحسين هو انتقام لقتلى بني أمية في معركة بدر على يد الامام علي "ع"، ثم يضيف موضحا بأنه غير مصدق بأن هناك دينا أو وحيا، وإنما هو ملك استأثر به محمد ويريد أن يورثه لأهل بيته... فأي كلام فاضح ومخز أكثر من ذلك!

وفي الموضوع ذاته يلخص عمر بن سعد أمنياته وطموحاته في الدنيا وحيرته بقتل الإمام الحسين "ع" فيقول بعد أن مناه يزيد بولاية الري، وهي بلاد فارس:

أأترك ملك الري والري منيتي

أم أرجع مأثوما بقتل حسين

وفي قتله النار التي ليس دونها

حجاب وملك الري قرة عيني

أي أن عمر بن سعد هذا، وكل من وقف إلى صفه في الجيش الأموي يعرفون حق الإمام الحسين ومكانته العظيمة في الإسلام، ويعرفون الدور القبيح الذي يقومون به لصالح الحكم الأموي الجائر، ومع ذلك لا يرتدعون عن فعلهم الشائن، فيعمدون إلى قتل الحسين وأنصاره على رغم كثرة من الخيارات التي كانت متوافرة لديهم، وعلى رأسها الأسر، أو القبول بمبدأ الاختلاف في الرأي، كما فعل الإمام علي مع الخوارج حين احتجوا عليه ولم يقبلوا به خليفة، أو كما فعل الإمام الحسن حين تنازل عن العرش لصالح معاوية، خدمة للوحدة الإسلامية.

وبمعنى واضح لا يقبل الشك أو التردد، فإن مذبحة كربلاء التي راح فيها الإمام الحسين وأهل بيته وأنصاره قرابين للدفاع عن الإسلام، هي ملك لجميع المسلمين، وبالتالي فإن مسئولية الجميع هي الدفاع عن هذه المواقف العظيمة التي جسدتها تضحيات حماة الدين والعقيدة، في مقابل العتاة والطغاة الذين مثلهم الجيش اليزيدي بكل ما تعنيه الكلمة.

لقد آن للتباين الكبير في المواقف والتوترات التي تغذيها نفوس مريضة هنا أو هناك، أن تنتهي وتذهب إلى غير رجعة، ولم يعد من المناسب أن تدخل البلاد في دائرة التوتر وشد الأعصاب والمهاترات بين أبناء البلد الواحد حول أمر لا اختلاف فيه، لأن أحدا لا يملك أن يلغي التاريخ فيقول إن الحسين مات في رحلة صيد أو قنص، أو أنه جمح به جواده فوقع ومات، ولأن أحدا لا يستطيع أن يطهر يد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان من دماء الإمام الحسين وأهل بيته وأنصاره الذين ذبحوا معه بدم بارد، لأن من قتل الحسين نزل له وهو يجود بنفسه فقطع أوداجه واحدا واحدا، ثم فصل رأسه عن جسده ورفعه فوق رمح طويل مباهيا ومتفاخرا بفعلته، فهل من مصلحة أحد أن يحاول إيجاد الأعذار لهذه الجريمة، أو يسعى لتجميله بأي صورة وتحت أي مبرر.

الإمام الحسين أنشودة الأحرار، وزاد الثوار في كل العصور، يتسع بالضياء والنور ويبعث في قلوبنا الدفء والشعور بالأمان والإيثار، فلماذا نختلق من أسباب الخلاف والتباعد ما لا يرضي الإمام الحسين ولا يرضي أباه عليا الذي عايش ثلاثة من الخلفاء الراشدين، وكان لهم نعم الناصح الأمين، وهو لا يرضي جده المصطفى صاحب الرسالة الخالدة الذي يقول "بعثت لأتمم مكارم الأخلاق... ولا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى... واختلاف أمتي رحمة".

فتعالوا بنا من جديد نلتف حول سفينة الإمام الحسين "ع"، سفينة أهل بيت رسول الله وننظر إلى إحياء مناسباتهم بعين من الأمل بعيدا عن الفجيعة وبعيدا عن الخلافات السطحية بين السنة والشيعة، الذي دام أكثر من 14 قرنا لكنه لم يستطع أن يلغي حاجة كل طرف للآخر، ولم يغير من حقيقة أن ربنا واحد، قبلتنا واحدة، قرآننا واحد، ديننا واحد، رسولنا واحد، لغتنا واحدة، تاريخنا واحد، عدونا واحد، ومستقبلنا واحد

إقرأ أيضا لـ "محمد حسن العرادي"

العدد 928 - الإثنين 21 مارس 2005م الموافق 10 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً