لا شك أن الصحافيين هم شهود على الحوادث التي تحصل في جميع أنحاء العالم، وعلى رغم الحديث عن حرية التعبير الذي يعج به عالمنا فإن العام الماضي كان الأسوأ في انتهاكات حقوق هذه الشريحة من المجتمع، إذ قتل نحو 56 مراسلا أثناء تأديتهم مهماتهم حول العالم من بين هؤلاء قتل 36 صحافيا بالتصفية والذبح. وطبعا كان العراق أسوأ مكان لترهيب الإعلاميين "مقتل 39 صحافيا" مقارنة بالمناطق التي شهدت نزاعات مسلحة.

لقد حدث تدهور مريع للحريات الصحافية في كل من روسيا، الصين والولايات المتحدة، إذ استهدف الجيش الأميركي في العراق المراسلين بصورة مباشرة، كما أن التهديدات الأميركية لبعض الفضائيات المستقلة أدت إلى تراجع مستوى أدائها. وتمثلت معضلة الصحافة الروسية في مقتل الصحافي بول كليبنيكوف ناشر مجلة "فوربس" في موسكو العام الماضي. إلا أن الصين تبقى الدولة الأولى في العالم من حيث اعتقال الصحافيين ورميهم خلف القضبان باستثناء التوجهات الأخيرة بالإفراج عن الصحافية ربيعة قدير لأسباب سياسية. وتأتي كوبا في المرتبة الثانية من حيث القمع، إذ اعتقل العام الماضي 23 صحافيا، في وقت احتلت فيه أريتريا المرتبة الثالثة باعتقال 17 صحافيا.

ويتمثل ترهيب الصحافيين في الضغط عليهم للكشف عن مصادر أخبارهم، كما حدث للمحرر جيم تاريكاني من بروفيدانس بولاية رود ايلاند الذي يعمل في تلفزيون "دبليو. جيه. اي. ار" الذي يقضي عقوبة ستة أشهر في الإقامة الجبرية بسبب رفضه البوح باسم أحد مصادره. ومع ذلك هناك أمثلة رائعة لحرية الإعلام في قليل من دول العالم.

ولا ننسى هنا أن نشيد بإصدار بلجيكا قانونا جديدا يعطي الصحافيين الحق في عدم الكشف عن مصادرهم إلا إذا كان ذلك سيحول دون تعريض حياة آخرين للخطر وإذا كانت هذه المعلومات يمكن أن تمنع وقوع جريمة. ووافق البرلمان البلجيكي أيضا على قرار لحظر التنصت على هواتف الصحافيين ومصادرة وثائقهم أو القيام بعمليات تفتيش باستثناء تجنب وقوع جريمة خطيرة. أتمنى أن يستفيد عالمنا العربي من مثل هذه القوانين حتى نجعل حرية الكلمة أكثر إشراقا