العدد 928 - الإثنين 21 مارس 2005م الموافق 10 صفر 1426هـ

النقاش وتبسيط النظريات النقدية

في رأي كثير من رموز الحركة الثقافية في مصر أن الكاتب المصري المرموق رجاء النقاش يقف في مقدمة نقاد عرب نجحوا في تبسيط النظريات النقدية بصورة دفعت القراء الى حب الإبداع والنقد معا.

وليس النقد الأدبي في منهج النقاش مجرد شرح أو تفسير للروايات والقصص والأشعار، ولكن له دور في تنوير القارئ بالسياق العام للعمل الابداعي وكاتبه وقارئه أيضا بهدف إشراك المتلقي في نقاش ثقافي يحمل الجدية والمتعة معا عن اللحظة التاريخية التي يعيشها.

ويلقي النقاش في كتابه الجديد "شخصيات وتجارب" أضواء على لحظات ومواقف تاريخية ألهمت عددا من المبدعين العرب والأجانب بأعمال لايزال لها حضورها وتأثيرها، إذ يرى في التاريخ مصدرا مهما "ونبعا من ينابيع الفن الجميل. والتاريخ مليء باللحظات الشعرية الرائعة بالنسبة إلى أي شاعر موهوب".

فعلى سبيل المثال يشير إلى أن الاهتمام بالتاريخ أفاد الشاعر اليوناني قسطنطين كفافي "1867 - 1923" الذي ولد ودفن بمدينة الاسكندرية بمصر، إذ تعمقت رؤاه وزادت ثراء على رغم أنه "لم يفكر لحظة في أن يكون مؤرخا يسجل الحوادث أو يقوم بتفسيرها وتحليلها، ولكنه يتعمق في قراءة التاريخ ليستخرج منه اللحظات الشعرية التي كان يجد فيها مادة لقصائده".

والكتاب الذي صدر بالقاهرة عن دار أطلس للنشر والانتاج الاعلامي يقع في 286 صفحة من القطع الكبير ويضم فصولا متفرقة عن الشاعر المتنبي وعميد الأدب العربي طه حسين ورئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة شوقي ضيف الذي توفي هذا الشهر.

ويرى النقاش أن في التاريخ العربي صفحات تصلح لقصائد تخاطب النفس الانسانية، ولكنها لاتزال تبحث عن شعراء.

وقال إن الشاعر البريطاني الأكثر شهرة وليام شكسبير "1564 - 1616" الذي ترجمت غالبية أعماله إلى معظم اللغات استلهم حوادث كثيرة من مسرحياته من وقائع وشخصيات تاريخية بعد اخضاعها لعملية اختيار وتأمل وجداني بهدف تخليصها من التفصيلات التي لا تخدم الدراما.

وفي التاريخ المصري الحديث هناك واقعة إعدام بعض الفلاحين في قرية دنشواي شمالي القاهرة في يونيو/ حزيران العام 1906 بتهمة الاعتداء على بعض الضباط البريطانيين، إذ كانت بلادهم تحتل مصر آنذاك، ونفذ الإعدام أمام الأهالي.

واختار الشاعر المصري صلاح عبدالصبور "1931 - 1981" أحد الضحايا وكتب فيه قصيدة عنوانها "شنق زهران" العام .1954

واعتبر النقاش في أحد فصول الكتاب تلك القصيدة "رواية بديعة للمحات إنسانية مؤثرة من مأساة الشاب المصري الفلاح محمد درويش زهران الذي صدر ضده حكم بالاعدام مع ثلاثة آخرين من الفلاحين". وأشار الى أن زهران وأمثاله لايزالون مستهدفين ولو بعد عشرات السنين بمحاولات "غير أمينة ولا شريفة هدفها تجريد زهران من صورته كشهيد بريء. هذه المحاولة تقول لنا ان زهران لص وقاطع طريق وزعيم عصابة، وأنه لم يكن شهيدا بل مجرما نال جزاءه بإعدامه شنقا". وأضاف: ان هذه المحاولة التي وصفها بالعجيبة جاءت ضمن سياق رواية "أمريكانلي" أو "أمري كان لي" التي صدرت في مصر العام 2003 للروائي المصري صنع الله إبراهيم الذي سجل ملخص محاضرة بشأن حادثة دنشواي للباحث الإسرائيلي أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة تل أبيب ماتيتياهو بيليد





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً