العدد 927 - الأحد 20 مارس 2005م الموافق 09 صفر 1426هـ

معايير الرجال... كيف تقاس... ومن الذي يقيسها سامحه الله!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

المقاييس في العالم عموما، والعالم العربي خصوصا، لا تقاس بمعيارية موحدة أو كما يطلق عليها في علم الصناعة "Standard" وإن كانت الأفضلية لدولة عن غيرها عندما تقول "British standard" فإنك تقيس هنا بمعيارية أفضل من غيرها من حيث الجودة والدقة والأهم من هذا كله السمعة.

لم يكن القياس في السابق كما هو حاصل الآن... إذ اختلف هذا المسمى الـ "ستاندرد" وتطور، بل هو اختلف بتاتا عن سابقه قبل حتى عشرات السنين فضلا عن مئات السنين، ففي كل شيء يوجد له "ستاندرد" فطالب القرب "الزواج" شروطه تختلف عن طالب الوظيفة عنه طالب التسجيل في الجامعة مثلا، وكما لكل مكان شروط... فيوجد كذلك شروط تعجيزية أو تطفيشية إن صح التعبير، أبسطها ممارسة هي ضد طالب القرب المسكين! وإن كنت لا أتفق مع هذه المقولة كون طالب الوظيفة والتسجيل في الجامعة وغيرهم أيضا بسيطين من حيث الممارسة والتطبيق كون القانون هنا غير دقيق في وصف المعيارية حتى يتركها تقديرية بيد الطرف الثاني سواء أكان بنت متقدمين لخطبتها أو طلب وظيفة حكومية على تحديد أو تسجيل في الجامعة إذا كانت هناك من ضمن الشروط مقابلة شخصية لتحديد المستوى كما كان في فترة من الفترات.

يختلف الكثيرون في تحديد المعيارية التي أسميناها الـ "ستاندرد"، ولذلك ترى الاختلاف والخلاف واضحا بين الطرفين: الخصم والحكم! فلن تجد موظفا راضيا عن مديره... كون الاثنين لا يستندان على معيارية ثابتة في التقدير... فما يراه الموظف كبيرا يراه مديره عاديا بل هو من دون المستوى أحيانا! وما يريده المدير بصفة عاجلة وجنونية يراه الموظف شأنا عاديا يمكن تأجيله، ولكن لا يمكن التسليم بهذه الطريقة من المعيارية في التعامل... فهي عذر وقح لتفادي الأزمات من جانب أصحاب القرار، إذ يجب على الجميع أن يتفقوا على آلية لهذه المعيارية كي يصلوا إلى نقطة حاسمة من شأنها أن تتوافق مع الطرفين، الأداء من جانب الموظف والقيمة المادية من جانب المدير.

يعلمني أحد كبار رجال "علم الإدارة" الذي أكن له كبير الاحترام "لشخصه" مع اختلافي معه في "إدارته" أحيانا وفي سبيل إقناعي بالتسليم بهذه المعيارية "الظالمة" بأنه يجب عليك ألا تتوقع أن يكون الجميع يحترمونك ويقدرونك ويحبونك ويفهمونك وووو بالشكل الذي تريده... وإلا فإنك لن تعيش! إذا ما الفائدة من وجودك في مجتمع تحاول طول عمرك أن تجعل الناس تحبك وتحترمك وتقدرك وتفهمك بالشكل الذي ترتضيه أنت... لتظل طوال عمرك رهين إثبات حسن النوايا، وهذا بالذات ما أرفضه ويتعارض بشكل كبير ومباشر مع مبادئي في الحياة "على رغم قلتها مع رجل علم الإدارة على وجه الخصوص"... فلن أكون أسير ظنون أو تكهنات وتهم الآخرين مهما علا شأنهم أو ارتفع مقامهم.

ومن هنا تنتابني الحيرة عندما أستحضر معيارية قياس الرجال أو كما يسمونهم في مجتمعنا الصغير... وكيف هي تقاس وعلى أي أساس؟ فعندما ترى المنافق المتسلق الفاشل الحرامي "بالجملة" يعامل على أنه الوجيه الاستاذ الفاضل المحترم فلان الفلاني... وعلى رغم معرفة القاصي والداني ليس بماضيه فحسب بل حتى بحاضره الذي هو أسوأ بكثير من ماضيه الأسود الداكن وبشدة... فعلى أي أساس تم قياس الـ "ستاندرد" له... ومن أية زاوية، ومن الذي تعنى مشقة القياس وفرض "ظلما" بصحة قراره علينا ليكتب علينا الشقاء لاحترامه وتبجيل مقامه لربما غصبا عن أنف غالبيتنا! وإلى متى!

إضاءة

كثيرون هم المطالبون "ولا سيما بعض النواب" بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر... فمن هذا المنبر فأنا أدعوهم إلى التوجه إلى الوزارات الخدمية التي تزخر بنوعيات "سبورت" من المدفوعات تحت الطاولة... وأنا متأكد ومتيقن وعلى استعداد بالبصم بالعشر إذا كانوا لا يعلمون عنها، ولكنهم يفضلون مناقشة الأمور السطحية ليتركوا الأمور الأهم لنواب ،2006 أملا في إعطائهم الفرصة حتى لا يستهلكوا كل الموضوعات

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 927 - الأحد 20 مارس 2005م الموافق 09 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً