أتفق وأختلف مع محافظ المحرق في أمور كثيرة ومتفرقة، والاتفاق هو حبنا للمحرق وما يجمعنا في حب المحرق لا يفرقنا في الاختلاف بشأن الاسلوب المطلوب والمعبر عن حبنا لها؛ أما الاختلاف في الرأي فلا يفسد للود قضية، خصوصا أن الأخ بوعيسى معروف عنه سعة صدره.
الاختلاف مع الرجل، ليس خلافا شخصيا حتى تتغذى على مائدته "البشمرغة"، وليس خلافا يعطي أية فرصة لفرقة "حسب الله" لممارسة فنونها على انغامه في مجلس المحافظة. وأطرح في زاوية اليوم بعض النقاط علنا نتفق على الأسلوب المناسب الذي يعبر عن حبنا للمحرق.
أولا: اتفقنا أم اختلفنا مع المحافظ، فإن جلالة الملك أكد أكثر من مرة على أن المحافظ رجل أمن بلباس مدني، وبوعيسى تقاعد من الخدمة العسكرية برتبة عميد ركن، وبالتالي فهو رجل عسكري بالمقام الأول ويعرف أكثر منا الأعراف العسكرية والتي منها: "رغبة القائد أمر" أي أن القائد حينما يقول: "أرغب في أن يكون كذا" فإن هذه الرغبة تتحول عند الرتب الأخرى "الأقل منه" إلى أمر واجب التنفيذ. فما بالك بقانون وأعراف وأناس منتخبين انتخابا حرا مباشرا وفوق ذلك كله مشروع إصلاحي ديمقراطي يتضمن الكثير من رغبات المقام السامي وخطوط عريضة واضحة في مبدأ حكم الناس بالناس ومشاركتهم في صنع القرار البلدي ابتداء؟
ثانيا: في مجلس المحافظة، والذي يشرف الأخ بوعيسى عليه مباشرة من خلال حضوره في صدر المجلس وعلى جانبيه أركان الإدارة من الأعوان والمناصرين في قبال الجمع المصطف اصطفافا عسكريا، ويمارس البعض مهارات الرفع والكبس ويؤدي المطلوب منه بحسب قوانين لعبة الكرة الطائرة، والبعض في المجلس يقول كلاما ويخرج من المجلس ليقول كلاما آخر، إذ تتزاحم وتتقاطع في رأسه المصالح مع المبادئ، فيقع في حيرة من أمره. والكلام الذي يدور في الغالب موجه ضد المجلس البلدي.
ثالثا: لم يذهب الناس لينتخبوا أناسا فتأتي الحكومة الموقرة وتضع أناسا فوقهم بروتوكولا أم اختصاصا أم صلاحيات، وإلا وقعنا فيما كنا نحذر منه. والمجلس البلدي الذي ذهب الناس لانتخاب أعضائه ليس ديكورا تجميليا للمشروع الإصلاحي بل هو ركيزة وحجر زاوية للديمقراطية في البلاد، ولكي يتمكن الناس من إدارة شئون منطقتهم البلدية بأنفسهم، وليس عبر وصاية أو رقابة أبوية من قبل الآخرين. فالمواطن الذي يذهب ويدلي بصوته في الصندوق الأزرق يجب أن تحترم إرادته ويحترم عقله ووعيه. نحن هنا لا نتحدث عن أداء الأعضاء، فذلك فيه تفاوت، نحن نتحدث عن التأسيس لأعراف صحيحة للعمل البلدي في إدارة المنطقة البلدية.
رابعا: أختلف مع رئيس وأعضاء مجلس المحرق البلدي في أمور كثيرة، عل أهمها المهادنة المستدامة لمحاولات التشويه المتعمد من قبل البعض، أو في عدم رفع العقيرة بصورة مستمرة في مواجهة العقبات، فأنتم من اختاركم الشعب ممثلين عنه وقوتكم في الكتل الانتخابية التي أوصلتكم إلى المجلس البلدي، ويجب عليكم التحدث باسم هؤلاء ورفع الصوت عاليا في مواجهة عقبات جهات وتجرء جهات أخرى. والعضو صلاح الجودر بصفته رئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام وصاحب نشاط إعلامي ملموس من الممكن قيامه بالتصدي لهذه المحاولات.
أخيرا: على النواب أن ينتبهوا إلى الدور الخطير والتأسيس لأعراف غير ديمقراطية يحاول "بعض" المعينين التأسيس لها بطرق لا تمت إلى الإدارة اللامركزية التي عبر عنها جلالة الملك والمتساوقة مع الأعراف الدولية في الإدارة المحلية الديمقراطية. النقاط التي ذكرتها يتفق معي فيها الكثير من أهالي المحرق وهي رسالة أتمنى أن تكون وصلت إلى المعنيين
إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"العدد 927 - الأحد 20 مارس 2005م الموافق 09 صفر 1426هـ