العدد 925 - الجمعة 18 مارس 2005م الموافق 07 صفر 1426هـ

الإصلاح ولم الشمل أم "التطبيع"؟!

ايمان عباس eman.abbas [at] alwasatnews.com

منوعات

تفتتح بعد أيام قليلة القمة العربية الـ 17 في الجزائر تحت شعار "الإصلاح ولم الشمل". إلا أن جماهيرنا العربية فقدت لذة انتظار زعمائها في المحافل، لأنها باتت تسمع وعودا كثيرة وتصريحات نارية ولا ترى فعلا يقرب الوعود من الواقع.

فقد عاشت القمم العربية المتتالية على السكون، يجتمع الزعماء في بهرجة إعلامية ويفترقون بعدها بالتصريحات المثبتة للود والإخاء والوعود بالغد الجميل، لكن الأمة غرقت في النزاعات الثنائية وعاد إليها الاستعمار من أبواب شتى ونحن مازلنا نسمع الوعود. فجاءت القمة السادسة عشرة في تونس لتضع "الإصبع على الداء"، لتفيق الأمة العربية - وإن لم تكن بمغفل عن الداء ولا الدواء - على ضرورة الإصلاح.

فالقمة الماضية انعقدت في ظروف خانقة إذ سقط العراق تحت الاحتلال الأميركي ولم تكتف واشنطن باحتلال بغداد، بل لوحت بـ "عصاها" للجميع لإنجاز الإصلاح "محدد". فالتصريحات والأخبار التي نسمعها تتخذ منحى في الإصلاح مقتصرا على واقع الجامعة وهياكلها، وليس الإصلاح في شيء آخر.

مع ذلك، فالإصلاح بات محورا دعائي لقمة الجزائر، متناسين المحور الأهم وهو التطبيع مع ``إسرائيل``. وحتى تكون الصورة أوضح فإن التطبيع بين الدول العربية و"إسرائيل" سيدخل في سياق أشمل من المبادرات الفردية - التي انتهجتها بعض الدول للتخفيف من التهديدات الأميركية لتغيير أنظمتها - وهو أكبر من كسر الحاجز النفسي مع محتل، ذلك أن التطبيع جزء من تهيئة الشروط الضرورية لبناء الشرق الأوسط الكبير.

ملف التطبيع أحيل للوزاري العربي الذي يجتمع اليوم في الجزائر للمصادقة على جدول أعمال القمة. فكيف ستتصرف قمة الجزائر مع هذا الملف؟ فبماذا ستخرج القمة، وماذا ستحقق؟ "الأقرب أنها ستصمت وتترك لكل بلد "حر" حرية التصرف"

إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"

العدد 925 - الجمعة 18 مارس 2005م الموافق 07 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً