قرأت كما قرأ غيري إبان الدراسة في الشقيقة الكويت خبرا كتبته إحدى الصحف المحلية، مفاده أن البحرينيين يستهلكون من المياه الغازية أضعاف ما يستهلكه الأشقاء في دول الخليج. ومن تجربة شخصية لا أكذب هذا الخبر، فقد كنت بائعا يوما في إحدى البرادات فكنت ألاحظ أن قرية صغيرة تستهلك من المياه الغازية الكثير فكيف بمجتمع بحريني متكامل؟!
المشكلة أن البحرينيين يعون تماما الأثر السيئ للمياه الغازية، ويدركون حجم المشكلات التي يمكن أن تسببها لصحتهم، ولكنهم مع ذلك لا يتورعون يوما عن تناول ثلاث أو أربع من علب المياه الغازية، وعلى رغم أنهم يحسون بأثر هذه المياه على أبدانهم من عسر هضم وتشنج وعلى رغم أنهم يستمعون لبعضهم عن حجم ما يعانون من المشروبات الغازية فإن إصرارهم عجيب على الاستمرار في تناولها، بل أن الآباء من دون وعي واهتمام يطلبون من أبنائهم شراءها لهم.
ربما يكون في طقس البحرين الرطب ذي الحرارة الشديدة مبررا لهذا التهافت على المياه الغازية، وربما وجد الآباء مبررا في السعر المعقول لتلك العلب الكبيرة أو الصغيرة الضرورية - بحسب رأيهم - لإطفاء جذوة العطش الشديد، لكن البحرينيين يتناولون هذه المشروبات حتى في الطقس البارد، مع نزول الأمطار! فتجد من يسوق السيارة وهو يتناول المياه الغازية، ومن يعمل في المصانع ومن يدرس في المدارس والجامعات حتى من يمارس الرياضة ومن فوقه الطقس البارد يشرب هذه الغازات. إذا الموضوع لا يتعلق بالعطش فقط وإنما بعادة كريهة اعتدنا عليها وضربنا بعرض الحائط من أجلها جميع النصائح
العدد 925 - الجمعة 18 مارس 2005م الموافق 07 صفر 1426هـ