العدد 924 - الخميس 17 مارس 2005م الموافق 06 صفر 1426هـ

المصارحة وهواة اختطاف الوطن

جعفر الجمري jaffar.aljamri [at] alwasatnews.com

-

اللقاء بين وزير الداخلية الفريق ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، والسيد عبدالله الغريفي، يؤكد حاجة الوطن اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى حال من المصارحة وتسمية الأشياء بأسمائها بعد عقود من المناورات واللغة الغائمة. جزء من مشكلة هذا الوطن افتقار بعض من كباره الى التبصر والنظر والمعالجة المدركة لتبعات السكوت من جهة وإذكاء حال من الثرثرة والتجييش من جهة أخرى. اذ لا توجد منطقة وسطى بين الاثنتين، فإما "ناعية توقظ الحي" فتحيله الى استنفار يحصد الأخضر واليابس، وإما صمت تتحول فيه بعض النفوس الى "مراجل" تتحين الفرص لاستدعاء مشاهد الجحيم وإن في صور مصغرة.

لا أحد يبرئ أحدا، وحده الوطن البريء من ممارسات تبدر هنا أو هناك، والذين همهم بل وأحيانا هواياتهم "اختطاف الوطن" وإدخاله في مراحل من الغيبوبة كي يمارسوا عليه شتى ضروب السادية ليسوا غائبين عن المشاهد المتكررة والمتناقضة أحيانا، اذ يتحينون فرصة كتلك ليدخلوا الوطن في دوامة من الاستدراج الذي لن يكون برىء النوايا تبعا لانتفاء البراءة في الهم والهواية.

كل ما نأمله أن تترجم الدولة صدق توجهها من خلال ما صرح به وزير الداخلية بوقف الحملات المسعورة التي لاتزال تذكرنا بفترة التسعينات يوم أن صنف الآلاف من المجتمع البحريني في خانة الإرهاب والانتماء الى منظمات إرهابية لا شك أنها هبطت بمظلات من السماء!.

ما لم تسم الأشياء بأسمائها، وما لم تتسع دائرة المصارحة وتغليب حاسة الفرز بين الملفق والواقعي وبين الحرص على الوطن والحرص على اختطافه، فلن نصل الى نتيجة يمكن التعويل عليها في احتواء أزمات قد تطل في المستقبل

إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"

العدد 924 - الخميس 17 مارس 2005م الموافق 06 صفر 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً