كنت حاضرا اللقاء الذي جمع وزير الداخلية والسيدعبدالله الغريفي أمس، وشدتني الصراحة والمكاشفة اللتان تميزت بهما الأجواء، فلم تكن المجاملة هي المسيطرة كما يحدث في عشرات اللقاءات التي يخرج منها الطرفان، بشيء من توزيع الابتسامات وينقطع الخطاب حتى إشعار آخر أو لقاء جديد لا يختلف عن سابقه.
كانت الأجواء من الجانبين إيجابية إلى حد كبير، إذ طرح موضوع "الشعارات في عاشوراء" على طاولة ذلك اللقاء ولم تكن ثمة حواجز تذكر في تناول الطرفين لهذا الموضوع، إذ أدلى الوزير برأيه في الموضوع "من دون استياء" كما روجت بعض المنابر الإعلامية، وكان الهدوء الذي تمتع به الوزير، والأريحية التي سيطرت على حديثه مع الغريفي، ولا على أن الوزير كان يسعى إلى لملمة ما طرح أخيرا وليس إثارته من جديد، فكان بذلك مثاليا يستحق اقتداء مسئولين آخرين به.
كما أن الدور الذي قام به الغريفي في هذا اللقاء يستحق أن يقتدي به كل من يلتقي مسئولا، إذ أطلق العنان لنفسه فكانت الحواجز التي اعتاد الكثيرون على وضعها أمامهم عندما يلتقون بمسئولين معدومة، فلم يسمح إلى حاجز واحد أن يقف بينه وبين الوزير، ولم يسمح للمجاملة أن تجعل من اللقاء روتينيا كعشرات اللقاءات التي تذهب سدى وتنتهي كما بدأت، فتحدث وتحدث بما يريد.
لقاء الغريفي والوزير يختلف عن كثير من اللقاءات فقد استطاع هذا اللقاء أن يطوي صفحة لم يكن أحد يرغب في بقائها، وطويت هذه الصفحة لأن الغريفي أفصح عما يريد إيصاله إلى الدولة ممثلة في الوزير، ولأن الوزير أيضا رحب بهذه بالصراحة والمكاشفة فاكتمل نصاب اللقاء فأثمر، فهو لقاء مثالي
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 922 - الثلثاء 15 مارس 2005م الموافق 04 صفر 1426هـ