يروى يا سادة يا كرام، على النبي وآله وصحبه السلام، أن شابا قصد بيتا من البيوت طالبا يد ابنة من بنات خلق الله، وعندما توسط المجلس وكلم أهلها استبشروا به خيرا، فهو شاب وسيم قسيم يمتلك شقة وسيارة جميلة ويعمل في وظيفة حكومية، وكان متعلقا بالفتاة إلى الدرجة التي لم يمانع فيها أن شرط عليه الأبوان مهرا لا يستطيع توفيره جميع الشباب، بل رحب ودبر المال، وتم عقد القران، وسط تهليل من كلا العائلتين الكريمتين، فالشابة جميلة أنيقة وستتخرج عن قريب، والشاب كامل والكمال لله سبحانه.
عاش المخطوبان الكريمان في الشهور الأولى في سعادة تغمر عليهما حياتهما، الشاب بسام ضحوك، والشابة حيية جميلة، وكان من الممكن أن تخيم عليهما هذه السعادة لولا أن الشاب ابتلي بداء النسيان، فهو إذا لم يسجل كل صغيرة وكبيرة من حياته في دفتر صغير يحمله معه، نسي ولم يتذكر حتى أكثر الأمور أهمية، لكنه مع هذا الداء العضال كان شديد الحرص على ألا يعكر حياته معكر.
ولكن سبحان من لا يخطئ ولا ينسى... نسي الشاب خاتم الخطوبة أو "دبلة الخطوبة" بعد أن غسل يده في أحد المطاعم، كان الخاتم مكتوبا عليه اسمه واسم خطيبته، وحالما تذكر أنه نسي الخاتم رجع بالسيارة من حيث أتى وفتش عن الخاتم فلم يجده. ولأنه شاب مقتدر لم يشأ أن يضيع الكثير من الوقت، ذهب إلى الصائغ فنحت خاتما جديدا طبق الأصل عن خاتمه الضائع.
وإلى هنا كان يمكن أن تسير الحياة في هدوء، لولا أن فتاة في الجامعة تباهت يوما بأنها قد خطبت فأرت الفتيات خاتم خطبتها فكان طبق الأصل من ذاك الذي في إصبع خطيبة الشاب... ونهاية القصة معروفة ولا يوجد داع لتكرارها
العدد 921 - الإثنين 14 مارس 2005م الموافق 03 صفر 1426هـ